الاثنين، 20 مارس 2017


بسم الله الرحمن الرحيم
🌸حميد🌸
✍ اعداد وتنقيح الاستاذ امير رزق فرج

⭕فضلاً عن نبوغه وموهبته الفطرية المتفردة في كتابة الشعر بالعامية السودانية ، خلال مسيرة حياته العامرة بالانجازات والعطاء فقد سخّر الشاعر الراحل محمد الحسن حسن سالم (حميد) كل قدراته ومواهبه وإمكانياته المادية والمعنوية وعلاقاته المتشابكة والممتدة عبر كل نواحي الوطن لتقديم الخدمات الإنسانية لكافة شرائح مجتمعه ، ووظف تلك المواهب والامكانيات والعلاقات لمساعدة المحتاجين والمساكين والضعفاء بتجرد ونكران ذات جعلا من تصديه لهذه المهام عملاً دؤوباً ومتواصلاً ومنتظماً .
وفي هذا المجال فقد سلك الراحل حميد درباً طالما آمن بأنه موصله إلى مبتغاه في خدمة المحتاجين فكان سباقاً إلى تأسيس العديد من المواعين والجمعيات والمنظمات الانسانية الطوعية الخيرية بجهده الشخصي إذ كان له سبق المبادرة في مولد (منظمة بنجد الخيرية) ، وتأسيس (مركز إشراقة لرعاية الامومة والطفولة ) ، و (جمعية إصحاح البيئة) وكلها منظمات عملت ومازالت تعمل في نطاق موطنه الأصغر (نوري) . وعلى إمتداد وعمومية الوطن الأكبر يشهد أصدقاء الراحل والمقربين منه على ما كان يبذله ويقدمه من جهود في مساعدة الايتام والارامل والطلاب المعسرين، والمرضى ، والمساكين والفقراء المحتاجين مما كان يتوفر له من مدخور مادي على قلته وندرته وما كان يستنفره من عطاء أصدقائه ومعارفه من الموسرين .
ومواصلةً للمسيرة الانسانية الخيرة التي ابتدرها حميد ومارسها حتى آخر لحظة من عمره الحافل بالعطاء ، وتأكيداً على التمسك بهذه القيم الانسانية الخيرة والمضي فيها بعد رحيله ، فقد نشأت الفكرة وترسخت وانطلقت لتأسيس (منظمة حميد الخيرية) لتكون جسماً نظامياً قادراً على الإبقاء على العطاء والاحسان الخيري في مجتمعٍ هو بحق وحقيقة أكثر ما يكون حوجةٍ لمثل هذه القيم النبيلة تعاضداً وتكافلاً يحمي أفراده من العوز والحاجة ويساهم بقدر المستطاع في إزاحتهما عن كواهل أهله .)
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
💟محمد الحسن حسن سالم عمر عبد الله النيل (حميد) من مواليد جريف نوري بالولاية الشماليةفى يوم ليس له تاريخ من العام1957، وتلقى تعليمه الأولي والأوسط بمدينة نوري، والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية واوقف تعليمة بعد الشهادة السودانية عام 1976م.
 عمل في هيئة الموانىء البحرية منذ عام 1978 حتى 1992 متنقلاً بين الخرطوم وبورتسودان.
✅ كتب الشعر فى مرحلة الوسطى واولى قصائدة الغنائية الناضجة (عبد ريدك) وهو بالسنة الثانية بمدرسة نورى الغربية و(طعم الدروس) وهو فى الثانوى الحقته الاغنيتان بركب شعراء الدليب.
✅ الفنان محى الدين اليمنى اول من تغنى له بهذين النصين وقام بتلحينها  وسجلها للراحل في كست الا  فضل انتشاره للفنان الراحل محمد كرم الله فى (طعم الدروس) والفنان صديق احمد فى (عبد ريدك) والتعامل الثانى مع الفنان محمد جبارة فى اغنية(ياعيونك لم تبسم) وهو فى الثانوي العالي واغنية (نورا) فى العام76-77 ✅كانت تحولا واضح فى خارطة الغناء .ثم انطلق بعدها ليشمل تعامله مع الفنانين يسن عبد العظيم ومصطفى سيداحمد وعقد الجلاد فى بداية الثمانينيات التى شهدت ثراء فى طريقة كتابته للاغنية وموضوعاتها معتلين بها المنابر والساحات فى الجامعات والاندية والمسارح متواصلا بها مع جمهوره.وكانت هنالك نقلة في طرح اشعاره المغناه عن طريق المسارح بواسطة الفنان محمد النصري الذي تغني له بملحمة ست الدار وبنات الجرف وحوش الربيع  وباسم السلام وغيرها
وفى غربته الاضطراريةفى دولة قطر والمملكة العربية السعودية قاد حراكا ثقافيا وفنيا مع العديد من المبدعين السودانين المتواجدين  وتغني له الفنان عادل عثمان الطيب بعدد من الاغنيات اشهرها عيوشة والخدير واعاد التغني بحمدتو واخريات هناك وشكل حضور فى كل المنابر ومن اهمها ليلة تكريم الروائ العالمى الطيب صالح بالرياض .
💟 صدر له فى الامارات ديوان (مصابيح السماء التامنة وطشيش) مصحوبا بكاسيت وفى دولة الامارات شارك فى العديد من المنابر من بنيها النادى السودانى والمجمع الثقافى بابوظبى.
وفى هذه الفترة القصيرة أصدر ستة عناوين شعرية هى (حجر الدقش- مجموعة نورا- تفاصيل ماحدث- الرجعة للبيت القديم-مصابيح السماء التامنه وطشيش-سيرة السرة بت عوض الكريم-واخير ارضا سلاح).
✅ كما تم ترجمة رائعته نورا والحلم المدردح للغة الفرنسية.
💟عمل بعد عودته لعامين مديرا لادارة النشر والتوزيع بدار الاشقاءللطباعة والنشر والتوزيع وبعده تفرغ تماما للفعل الثقافى والطوعى ومن ثم عاد مزارعا وسط اهله , ومن المؤسسات التى ساهم فى تاسيسها وتفعيلها : (نادى الطمبور ورابطة ابناء نورى بالخرطوم, واتحاد الكتاب السودانين,وممثلا لنقابةالموانى البحرية فى التجمع النقابى, وكان و قتئذ من قادة انتفاضة 6 ابريل وعضوا فى اللجنةالعشرية للمتاثرين بفيضان 88 بجريف نورى,والصندوق الخيرى لابناء نورى بدولة قطر, واسس كيان الشمال,ومنظمة بنجد الخيرية وجماعة الدليب الثقافيةوعضوا فى ادارة المشروع الزراعى بنورى ومؤسسالفرع 114للجمعية السودانية لحماية البيئة بنورى. وعمل فى جمعية تنمية الجريف ا لخيرية وتبنى العديد من المشاريع الخيية بالبلد بحكم استقراره الاخير فيها فى مقدمتها مشروع تنقية محطة مياه نورى وبناء ساحة ونادى فريق الاتحاد الرياضى ودارة اشراقة لرعاية الامومة والطفولة وهذا فوق عنايته بالمدارس والمساجد والخلاوى ويفتخر بمواقفه السياسية والانسانية تجاه منطقته ومواطنيه وصاحب مقولة ى ذلك(أن المشاريع التنموية بالولاية الشمالية وخاصة مروى هى المقابر).
✅عندما لم تفلح قصائده واغنياته ولم تنتج ثمرا لاهلة رشح نفسه مستقلا لمجلس التشريعى للولاية الشمالية التى عاد منها صفر اليدين. وتوفى الشاعر السوداني محمد الحسن سالم حميد في حادث سير على طريق شريان الشمال فى الكيلو 172 يوم الثلاثاء الموافق 20 مارس 2012 م ، وكان الشاعر في طريقه من نوري بالولاية الشمالية إلى الخرطوم،(للمشاركة فى تدشين ديوان بحر المودة لرفيق دربه الشاعر السر عثمان الطيب) ونقل جثمان الشاعر حميد إلى  مستشفي أمبدة في أمدرمان.
وتم تشييع الجثمان إلى مقابر البنداري بضاحية الحاج يوسف محلية شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

🌹السيرة الذاتية المنقحة للراحل🌹
👆تنقيح الاستاذ امير رزق👆

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

النوريق تراث الشمال

النوريق :
عملية تقليدية لمعالجة الحبوب وتنقيحها. تتم بواسطة الحمير، وكانت تتم في الصباح الباكر في وقت البروديي . نتنادي في الصباح الباكر من اجل النوريق ، والركوب فوق الحمير. ويتم تصنيف الحمير حسب سرعتها الحمير القداميات يكونن لابرة وتسمي (برانيي) والحمير التي ليس لديها قوة كافية؛ لاجوة وتسمي ( جوانيي). وكنا نتسابق علي الحمير التي تتميز بالسرعه  ونتفادي الحمير بطيئة الحركة (دغلي) . نتنادي لهذه العملية مبكرين، تغمرنا فرحة كبيرة مع نسمات الصباح العليلة ،والجميع يعرف اليوم النوريق عند فلان، وتصاحبه فرحة كبيرة عند الجميع لانه؛ خلاصة مجهود كبير يقوم به المزارعين، من زراعة للمحصول قمحا كان او فول او ذرة، ثم عملية حش المحصول ووضعه في مكان آمن؛ حتي يجف جيدا ،وتتم عملية حفظه في قطعة صغيرة من الارض، تتم نظافتها جيدا وتسويرها بما يعرف (بالصريف) وهي عيدان وحولها بعض القش الذي يسمي الورتاب او الكلاليق لحماية المحصول من البهائم المطلّقة ، وارودها شاعرنا الكبير محمد احمد الحبيب
دليب التــركي ينـقــر في جـريـفـنا *** عـجـاج الحـفـله فـي ضـو الرتاين
صفوف الناس مدوره ذي صريفنا *** قـصـيـر الـقـامـه مابـيـقـدر يـعـاين
يــفــج فـي الـنــاس يــدافـــر .......................... ومــاهـــو هـــايـــب الشهيرة

 تتم عملية النوريق كما ذكرنا في الصباح، ويتم تجهيز قطعة ارض نظيفة، وترش بالماء وتدكك جيدا، وهي ماتعرف بالتقاة  وكما ذكرها شاعرنا الكبير اسماعيل حسن رحمه الله في قصيدته المشهورة (بلادي انا ) (بلادي انا بلاد ناسا تكرم الضيف وحتي الطير يجيها جيعان من اطراف تقيها شبع) وهي صورة عن الخير الوفير الذي يوجد في بلادي.
بعد النوريق ياتي دور النساء في تضرية العيش ،عن طريق الطباقي؛ لتصفية الحبوب من التبن والبتاب . تحتاج هذه العملية  الي قوة رياح معينة، حتي تتم بسرعة عملية التضرية، فكلما كانت حركة الرياح جيدة ؛تساعد في ابعاد التبن عن الحبوب. وبعد الانتهاء من عملية النظافة تتم تعبئة العيش في الشوالات، ويستخرج منه حق النساء اللائي قامن بعملية التضرية ، وعلي مااذكر كان ربع عيش مقابل كل شوالة يتم تعبئتها ، ويقدم التبن كعلف للبهائم وبعد ان تنتهي كل العملية من نوريق وتضرية تأتي عملية  (الدوليق) وهو عملية جمع  الحبوب التي تبقت في التقاه والتي تطايرت بعيدا، وغالبا تقوم بها نفس النساء اللاتي قامن بتضرية العيش، وما ينتج منها خالص لهن كمساعدة وحافز من صاحب المحصول ،وهنّ بدورهن يسمحنّ للاخريات بمشاركتهن في عملية الدوليق ؛ ليسترزق الجميع خير وبركة تعم كل الناس.ثم يأتي دورنا في في(الشرٌيك) فوق التقاة، لان القمري والدباس يتوافد بكثرة ويتجمع فوق التقاة، وبالقرب منها ، وغالبا مانقبض الكثيير منه بواسطة الشرك.نختم ونقول ان كل هذه العملية تعتبر دورة انتاج كاملة يسترزق منها الكثيير، وتجسد عمليا ما يعرف بالاكتفاء الذاتي وفائض انتاج كبير جدا وبه الكثير من البركة تفيض علي كل البلد رحمة وخيرا وفيرا. الرحمة لابائنا ولكل من سلف من اهلنا وهي الذكريات والحنين الذي يجذبنا دوما الي تلك الايام الخوالي .


الخميس، 6 أكتوبر 2016

🌴لو رجعت وايديني فاضي 🌴
العطالة
كلمات  الراحل محمد الحسن سالم حميد
لحن وغناء الراحل يسن عبد العظيم
هذه من القصائد الاولي التي نظمها الراحل حميد في سبعنيات القرن الماضي وكانت بعد فترة دراسته في عطبرة وتخرجه من المدرسة الثانوية، وبحثه عن الوظيفة في الخرطوم ولم يتمكن ونظم هذه القصيدة واصفا حاله وشعوره  .
تغني بها الراحل يسن عبد العظيم في ثمانيات القرن الماضي عقب التقاءه بالراحل حميد وتغني بها بعد نادوس التي تعتبر اول تعامل بين الاثنين.
نرى ان بدايات حميد في النظم لاتختلف عن كل فترات نظمة المتاخرة وهذه ميزه تميزه عن خيره.
حميد يبدأ قصيدته بالتحسر والشوق للبلد والاهل ولكن تقف امام شوقه الظروف والعطالة ، قائلا في مطلع القصيدة:
إن رجع وايدني فاضي
يابا ما راح تبقى راضي
والبلد ما بتبقي راضي
ونفسي ماراح تبقي راضي
والنخيل الكان بشابي
يهش ينادي يصد يقبل مني غادي
والدروب الكان بتفتح ضفتين
احضانها نادي
عليها اهة تسب خطايا
تكب ترابها علي قفايا
تقوم تعتر لي جوادي
والقلوب الكان بتفرح
تكشح الشوق في الايادي
جيتي ليها بلا ابتسامة
تبقى زي جيت الغمامة
للاراضي الغبشة فاضي
يا نخل ياطين سلام
يا غلب في المغربية
لما تتزمر صبية
والا حبوبةً قبيلك
باركة لي امي الشهادي
في التراب الراجي ليا
تنقلب بي شد عليا
وتنكسر قدر الولادي
يا غلب لو عدت فاضي
للغمت في ايدي موادع
او عصر حق الزوادي
يا بحر مابي الزيادي
يانخل ياطين سلام
ياضراع في التقله يكدح
يامدارس ياحدادي
ياغبش صر ياغلابة
يامقاطيعاً في وادي
وضالتن ضلت في وادي
وادي كفرن فيني شعوت
خيل قراطيسي ومدادي
من مداين غيمة دافق
نيل سلام يروي البوادي
او يبل ريق امي يمة
شوقي جاي اشواقي غادي
رغم شوقه وحنينه للبلد وهذا يظهر في وصفه للبلد بتفاصيلها ساردا ماذا يحدث في يومها هكذا
مشتهيكن نشتهيكن
في صهاري ايامي يلمع
في ضلاما يبق وشيكم
وفي خطاوي الناس بفتش
لو اصادف يوم مشيكم
وحد ما اعاين في عيونن
ما الاقي متل عيونكم
وغربل الالوان وحاتكم
ما لقيت يا يمة لونكم
ما انتو لونكم لون بلدنا
لون جناينها لون سماها
لون ترابا و لون نخيلا
لون قماريها وهديلا
وضفتينا الماسكا نيلا
وبينا هادر زي مسيره
انتو صوتكم صوت بلدنا
صوت تواريخا وضميرا
وصرختو الداوية العزيرة
وباقي زي نار الهجاير
 في حطب  غابة الظهيرة
حس شروقا الفي عروقا
حس جداولها في شتيلا
حس بهايما في المغارب
و النسيمات الهميلا
حس وليداتا وغناهن
فوق عميرن ليلة ليلا
يسالو القمر النجميات
عن شيليلا ويا شليلا
يا شليل ما شف بطانآ
هد ظلم الدنيا حيلا
يجروا عاجين الشوارع
واحليلي ويا حليلا
ياحليلكم بشتهيكم
انسي وارجع بشتهيكم
إلا عاد كيفن بجيكم
مشتاق لهم بكل تفاصيلهم ولن يستطيع الحضور والحضور، لاتكبله قيود غير العطالة التي تؤرقه وتجعله ، خائفا مترددا في حضوره
وماني شايل الجيت عشانو
عشانو فارق ضو عينكم
عايز اقولك بي صراحة
من وصّل ما جاتني راحة
جاري فوق الفوق افتش
للشغل ما سبت ساحة

وتتجله بلاغة وحكمة حميد  وهو في بداياته بهذه التعابير العجيبة في هذه الابيات
كم برد جا إتغطي بي
وكم هجير سواني واحة
كم شمس صحيتا قامت
ما لقت فردة جناحا
والرياح بالليل تعافر
تورت في الذات جراحا
كعادته يضرب الامثال بطريقة تجعل المثل كأن هو قائله الاول وينظمه بين ابيات قصائدة حتي يصير جزء منها ولاتشعر بغرابته بينها
وكان حبيت العرجي قالت
ما ح ترجع لي مراحا
يواصل حميد سرد حاله لأمه ويشكي لها ضعفة وقلة حيلته وضياعه وفي نفس الوقت يقدم رسائل للكل او لكل من يواجهه ظرف (العطالة) قائلا:
في بحر ممسوح مأسي
شاقي تحلم بالمراسي
ما الشغل يا يمة قاسي
الفراغ يايمة قاتل
في انتظار ما عندو رحمة
وكل شي بيناتو زحمة
البرد يايمة كافر
وصيف غريب ماضاقلو نسمة
وكم بطون احلاما لقمة
وكم بيوت انوارا ضلمة
ياني زيك بين يودر
بالو يضهب ضمة ضمة
يما يتعب حالو يصعب
ما المعايش قاسي يمة
اختلفت لغته عندما خاطب ابيه تغيرت الكلمات والالفاظ وهنا تتجلي حرفة حميد في اختيار االالفاظ والاقوال للشخص المناسب في المكان المناسب ، ممكن نسميه(فن الخطابة) عند حميد
يابا يالكدح المضارع
ياوتر نغم الطواري
المدن شرقت غنايا
توكت صوت الغفاري
 النفس الديني حاضر في كل اشعار حميد ويبدو انه حفظ الكثير من الاحاديث والتاريخ الاسلامي انظر ، هنا منبه لمصيبة البلد التي يذداد فسادها وتقل مكارمها واخلاقها
وادت اولاد الحرام
الكرابيج و الامارة
ميضنة جامعنا تنقز
ما تصل كتف العمارة
وحميد يشخص المشكلة الازلية في مجال التوظيف السوداني والتي بدات قبل حميد واستمرت في وجوده وتسير بخيلاء خلفه الان ويقول متحدث مع ابيه الرمزية للحق
وارخي اضانك يابا ليا
ساعة اقولك بي بساطة
هنا الشغل داير وساطة
ومن وسيط قاموسي خالي
والمكاتب من تشوفني
تصفد البابين قبالي
ويؤكد لوالده بانه لم يتوظف ولن يتوظف مادامت المحسوبية موجوده بل يسال مستغربا ولا ينتظر الاجابة، بعبارة عجيبة
ما اتملت بي الفيها فاضت
وما غريبآ مالا مالي؟
ياسلام رغم عن ذلك يتفائل ويحلم بتحقيق العدالة وعودة القيم والمثل للحياة بقوله
وما حارجع يابا لالا
لا حاهاجر الا تالا
نجمتين خاتك في بالا
نجمة للخير والجمال
واحدة للحق والعدالة
ما انت عارف اني حالف
بالكسالى المو كسالى
بابتهالات العطاله
بي جريهم في هجاير
بقت النار من رمالا
بالبلد بى الشالو شيلن
وفي وجيعتا قالوا لا لا
بانتظاركم طول نهاركم
شرقت الشمس وزوالا
حميد هنا يبدع في تشبيه الحنة بالزبالة وليس العكس كعادة حميد يشبه المحسوس بالغير محسوس ويستعيض عن كل االكلام بلفظة لاتقال الا للحنة، انظروا

بالصغار المرة تفتل
ومرة تجلب في حبالا
وبالايادى الياما شادت
ناقشة عزتا بالزباله

يحيرك حميد في ربط التعايش الديني والتعليم ومطالبته بالنظر  له هذه القيمة المفقودة في كثير من المواقع ،حميد منذ سبعينيات القرن الماضي، هو نفسه حميد اليوم شئ عجيب اليس هو واقعنا الان ماتصوره هذه الابيات
بي كنايسنا اليتيمة
وكوم جوامعنا الثكالى
وبي مدارسنا العليهم
دقت اجراس الدلالة
بي جدودنا الماتو ساكت
يابا بالضايعين همالا
والغريب ان حال الاقتصاد اليوم في البلد يشابة الحالة اليوم اذ فقد المحصول الرئيسى قيمته وسيطرته علي السوق وتؤكده هذه الابيات
بي تميراتن تضادي
لاحيت لا موتا شالا
بي مشاريعنا البتحلم
زي عوانس راجية يوم جية رجالا
بي خضارنا القام مهضلم
عينو موية النيل قبالا
بي بكية اختي البترضع
والضياع واقف قبالا
بي تويب امي المفضل
خير وشر ساتربو حالا
بنكرب يايابا واصبر
رغم انها ماها حالا
رغم انفك يا عوارض
يا تفاهات ياسفالة
حميد يأب الذل والمهانة بالرغم من كونه عاطل ،حميد لايمل داعيا لعدم التذلل و الانكسار مهما كان يعانيه الانسان من التعب والضنك، حميد  يدعو للشموخ والعزة

ما ح اركع ما ح اسجد
ما ح اعبد للخمالة
وبنكرب يا انتو واصبر
رغم انها ماها حالا
وكان حفاير الصبر قلت
في الضلوع بحفر لي دالة
هكذا حميد في كل كتاباته لايهتم بنفسه ولايعبر عنها الا من خلال الوطن والبلد والقيم ،حميد حي يمشي بيننا وسيظل ، لك الرحمة والمغفرة ياحميد.
    📝امير رزق فرج
من صفحات (اغاني الغبش)
📙📘📗📒📚

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
           🎼حميد والحبيبة 🎼
*✍  الاستاذ :امير رزق فرج ✍*
البحث في اشعار حميد له الرحمة التي تتحدث عن الغزل والحبيبة لوتتبعناها نجد فيها اشياء عجيبة وغير مسبوقة
اولا :يستخدم حميد اللغة او اللهجة الموغلة في المحلية في قصائد الغزل بالذات بصوره واضحة وصريحة
          الا اكون ماني طيب
         حتي اغيب عن( بهجة)
           محياك يالحبييب
اسم القصيده(سعن الشوق)
ثانيا : يستخدم التنغيم الداخلي للنص حتي يسهل حفظة وتلحينه رغم صعوبة كلماته الموغلة في المحلية
يوت قلبي يدّيقبل تدور
طول حبِّي ديمة قَبَل عينيك
فضَّل لي بس لبن الطيور
ماخِبر بكانو أجيبو ليك
----------------------
بقبقتى بى ريح السراب
فانوس رؤاى والشوق عِطش
وصقعالى يى داك السحاب بار البروق
أوعك تطش
 ثالثا: يستخدم حميد مفردات لاتصلح للغزل عند الاخرين ولكنها تصلح عند حميد وتصبح كلمات متحركة ومتحررهوتكتسب اهميتها في كل النصوص

روحى ضالة طريقــــــة
فى الدنيا خطاى واقفات
وشقيش ما(دغست )يعيقـــة
ياتى من سيول جارفـــات
يا شوك طعنت غريقـــــة
فى وحل( ودبش) غابــــات
يا امواج القصيدة (سبيقـــة)
يا رمال على زاحفـــــــات
يا شمسا (تنشف ريقــــــــــا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
طالما إنو الحب (قضية) هي هي محل تصيري
أولى بيك لو بالمحبة وانتي ماكي علي كتيري
بس عويدك مما شبْا والقلب( مزروب) لغيري
لو ظروف سابتني أقنع وانسى( حرثي) الساقو غيري
ياتو (حاحايا )بيمنع من يغرد فوقو طيري
""""""""""""""
يا مبيتانى الليل (قوي )
رجياني أجيب ليك الشمش
طالقنى فيك (عكس الهوي) وسابقانى
بى فسراع .. وأمش
 رابعا : حميد كثير جدا يتعدي غزله من المحبوب النكرة للمحبوب المعرف (الوطن) حتي تشعر ان حميد لاغزل له الا في الوطن
ليمونة فوق أزيار سبيل
عابث عياني يقصقصه
لابدّ من صبراً طويل
شان يربى شوكه و يحرسه
""""""""""""
أهواك على قدر الهوى البيناتنا والشوق والحنين
على قدر أحلامـنا البسيطةالشارفـة لفجـراً مـبـيــن
إملأ البيوت والطـــــين فـرح
إمسى الوجود خاطر انشرح
والدنيا عدمانة الحزيــــــن
اهواكـــــــــــــــــــ
والقاك بعد هادى الجفاف
وادى الدرادر والكفافـــــــ
يا غيمة تخضـــر السنــيـــــن
والنيـل يصافح الضفافـــــ
الشيلة والســيرة الدمـيـــــرة
الخضرة فوق قيف الحريرة
المـــوج زغاريد الزفـافـــــــ
يرجع صداها عشق سنــيـــن
والشوق رخص شـــال الجنا
خامسا : اسم القصيدة الغزلية عند حميد نفسه غريب يحتاج للتحليل مثال(سعن الشوق)(حوش الربيع)(لبن الطيور)
(اخر الريد)(زعلان منك)
يا بنية ما أكتر من بشر فى خير وشر
يختى ويصيب
يسعدنى أكونك من مطر
ما شرط طينك يستجيب
المهدى وين المنتظر عز الكدر
غير فى الحبيب
دي الكتمة
لوكشر المطر
(حوش الربيع )الهمبريب
سادسا : حميد يستخدم في غزله الامثال والحكم  استخدمها داخل النص  باحكام حتي تصير جزء منه لاينفك عنه ولايفهم بدونه
نقرشتى قلبى عشان يكون
يوم مهرجان سعفك .. برش
وأنا ما (نقد حب العيون
لا من يحاحينى الرمِش )
ساعالى ناموس الشجون
وحامانى بى غنواتى أهش
مابين مرايات الظنون
فيك كل مرة
بلاقى وش
*****
(لو بالمحبة حباب إبن الملوح أنا
لو بالنغم زرياب وما خلى
فيك غنا
لو بالعلم دا كتاب مفتوح لك
ألف سنة
لو بالضرب دي حراب عنتر
مدارقو هنا
لو بالرسم جذاب عند أمو كل جنا
لو مو الشمس كضاب البدر
يضوي سناء
لو بالقرش وين جاب ما جاب
براهو هنا )
***************
ياطيبة يوم القاك وانوم نومة التعافة بعد سهــــر
فجرتى فينى الإندهاش إحساسى بيك ما كان عـرض
إحساس عرق ما خلا طين وأول دخل( طينك قبــض)

اخير وليس اخرا : حميد لايقصد بكل هذا البعد عن المعني المراد ولكنه يقصد ذلك ويعنيه لاشياء لاتتعلق بالغزل فقط بل تحس انه يريد ان يقول لنا هكذا يكون الغزل، في كلماته قوة ومعاني لاتبعد عن الواقع المعاش لتاكد صدقها ورمزيتها

بسم الهوى الدغرى الأمين تبدأ العصافير الغناء
يهتز غصن الأزمـنــةعلى راحة المطـر الطـــراوة
الأمنـيـــات الممكنة تنجم كل الأزمنـــــــــــة
تنجم كل الامكنة لا اَهــة لا دمعـــاً يسيــــــل
لا تباريـــح لا ضـنـــــا
اذا الغزل عند حميد ليس من اجل الغزل والسلام

من صفحات 🎻اغاني الغبش🎶

الأربعاء، 22 يونيو 2016

🎼  الطمبور السوداني🎼
✍🏽 الاستاذ امير رزق فرج
يعد الطمبور بأشكاله المتعددة من أقدم الآلات الموسيقية الوترية الشعبية في العالم ويرجح قسم كبير من الباحثين أنه اقترع أصلا في الشرق الأوسط غير أنه معروف ومنتشر في مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا ولا تزال بعض أنماطه القديمة مستخدمة في السودان بنفس بدائيتها.
ومن المناسب في بداية البحث في أصول هذه الآلة الموسيقية الشعبية العريقة الإشارة إلى أنها تنطق في السودان بالميم والنون ، وفد تنطق بالنون إلا أنها تكتب طمبورا . والطنبور (بالنون) يطلق على نوع الغناء الذي ساد العاصمة السودانية قبيل انبلاج فجر الأغنية السودانية (الحقيبة) ويسمى أفراد الفرقة الغنائية المصاحبة للمغني طنابرة، ويطلق اللفظ نفسه على غناء قبيلة الجوامعة التي يوجد مركزها الرئيسي في مدينة أم روابة عاصمة منطقة شرق كردفان وهو شبيه بغناء أواسط السودان في أوائل القرن الحالي.
اما الطمبور فيطلق على الآلة الموسيقية الشعبية المعروفة التي تتخذ عدة أسماء داخل السودان نفسه، ومن بينها الربابة، وهو (الأخير) الاسم الأكثر شيوعا في العالم العربي غير أن الاختلاف في نطق اللفظ لا يعني شيئاً، فـ(الطنابرة) العاصميون يسمون أيضا طنابرة في غرب السودان، ويحدث الإبدال الحرفي هناك أيضا، إذ يقول المطرب ابراهيم موسى في إحدى أشهر أغنياته الفلكلورية (أنطوكي للطنباري) . ولعل الأكثر شيوعا تغليب النطق بالميم . دخلت آلة الطمبور طور المشاركة الحقيقية في أغنية أواسط السودان بطريقة منظمة للمرة الأولى العام 1928 بعدما سجلت اول اسطوانة سودانية بصوت المطرب بشير الرباطابي، وقد أنتجتها شركة بيضافون المصرية في القاهرة . وكان الرباطابي : نسبة إلى قبيلة (الرباطاب ) يغني في مقاهي العاصمة بمصاحبة هذه الآلة التي تستخدمها على نطاق أوسع قبائل الشايقية والمحس والرباطاب والمناصير.
بيد أن اسطوانة بشير الرباطابي لم تطلق حمى الطمبور في الخرطوم ، ولم تكتب لتلك الآلة حياة في الأغنية القومية السودانية بعدما تغلب تيار الغناء (الحقيبي) الحديث ، غير أنها استعادت جانبا من مكانتها في الخمسينيات غداة ابتكار برنامج إذاعي يعنى بفنون ربوع السودان. وقد برع في عزفها المطرب الملحن النعام آدم الذي يعتبر مدرسة قائمة بذاتها في هذا الضرب من الفنون الغنائية. كما أن المطرب محمد جبارة يتميز باسلوب خاص بعزفها .
والطمبور هو (السمسية) المستخدمة في جنوب الجزيرة العربية. وهو الربابة في صعيد مصر، ويسمى أيضا الطمبورة. وكانت تسمى (كنر).
أما الطريقة التي دخل بها الطمبور السودان فذاك أمر يثير جدلا كبيرا، فهناك قسم من الباحثين يرى أنه سبح عكس تيار النيل قادما من مصر التي كانت ذات صلة وثيقة بالسودان. ويقول الباحث العراقي الدكتور صبحي الرشيد أن الطمبور أساساً اختراع عراقي كما انتقل إلى روما واليونان ثم إلى مصر ومنها إلى السودان. ويرجح جمعة جابر أنه ربما دخل السودان من أرض الحضارة البابلية عبر آسيا، حيث انتشر في دول الخليج ومنها وجد طريقه إلى أثيوبيا وارتريا فالسودان. غير أن عازف الطمبور والفنان النوبي السوداني المعروف محمد عثمان وردي يعتقد ان الطمبور نشأ في بلاد النوبة وتطور معها ويرفض أن يكون الطمبور وفد إلى الحضارة العريقة من أي مكان في العالم القديم. ولا توجد مصادر تاريخية تنبئ عن تطور الطمبور في بلاد السودان القديم، ويعتقد أن أقدم مصدر أشار إلى الطمبور في السودان هو كتاب الرحالة الأوربي يوهان لودفيج بركهارد الذي صدر في العام 1819م إثر زيارته للسودان العام 1813م . يقول بركهارد : (الآلة الموسيقية الوحيدة التي رأيتها في بلاد النوبة كانت نوعا من الطمبورة المصرية، عليها خمس أوتار، ومكسوة بجلد غزال) ، وأجواء النوبة مفعمة بـ(الميلوديات) . غير أن الرحالة الدنماركي كارستن نيبور ذكر أنه شاهد طمبورا في دنقلا 1776 .
يؤنث أهل اليمن الطمبور، ويشير الدكتور نزار غانم إلى أن الأرجح أن الطمبور إنتقل من بلاد النوبة إلى سواحل البحر الأحمر من خليج السويس شمالا إلى باب المندب وعدن جنوبا. وكثيرا ما يرد ذكر ميناء سواكن في أراجيز رقصة النبوان الخليجية، وهي قولة في النسبة إلى بلاد النوبة بل ويورد الدكتور نزار كلمات إحدى أشهر رقصات الطمبورة اليمنية ومنها : حبيبي دقنة دقنة يا ماله ـ انجليزي يتمنى حرب سواكن. وجلي الإشارة إلى البطل عثمان دقنة.
ومما يستدل به على انتقال الطمبور من بلاد السودان إلى منطقة الخليج أن معظم أغنيات السمسية في تهامة وعموم الجزيرة العربية تقوم على السلم الخماسي. ومن أشهر انماط الغناء في اليمن نمط يقال له نوبية . وأشار سيد محمد عبدالله في كتابة ( من حياة وتراث النوبة منطقة السكوت) إلى أن طمبورا شوهد في منزل مغني نوبي يدعى خليل معروف خليل في جزيرة صاي شمال السودان قبل حوالي مئة عام. ونسب المؤلف إلى المطرب النوبي السوداني المعروف محمد عثمان وردي القول أنه شاهد طمبورا في متحف اللوفر في باريس وضعت عليه عبارة (آلة موسيقية نوبية) .
ولا يختلف اسلوب عزف الطمبور في مختلف مناطق السودان على رغم اختلاف خصائصه في كل منطقة. ويقول الدكتور / مكي سيدأحمد العميد السابق لمعهد الموسيقي والمسرح في إطروحة الدكتوراة التي بحث فيها خصائص اللحن والإيقاع النوبي في منطقة السكوت التي ينتمي إليها أن آله الطمبور تنتج نظاما نغميا يتميز بأنه خماسي بصورة مطلقة كما يتميز بخلوه التام من أنصاف الصوت.
شاهد المؤلف طمبوراً العام 1994 لدى الفنان السوداني محمد عثمان وردي اعترته إصلاحات وابتكارات عدة، لجهة المواد التي صنع منها، وتزويده أدوات عصرية حديثة لشد الأوتار ودوزنتها، مع تزويقه بطريقة تزينيه معاصرة. وأوضح صاحبه أنه تلقاه هدية من شاب نوبي مصري مغرم بفن النوبة وأصوات أبنائها. وكان الفنان السوداني أبو عبيدة حسن قد استخدم في مستهل السبعينات طمبوراً مطوراً مماثلا.
ويوجد الطمبور في معظم أنحاء السودان وبأسماء مختلفة، مع اختلافات طفيفة في مواصفات الصنع والتصميم. غير أن تلك الاختلافات واسعة للغاية في مجال الدوزنة. يسمى النوبيون الطمبور الكسر، وتسمية قبائل جبال الانقسنا في جنوب النيل الأزرق (جنقر)، وتعرفه فبائل البرتا باسم (إبنقرنق). وتسمية قبيلة الشلك النيلية في جنوب السودان (توم MOHT) . وفيما بقيت أوتار الطمبور في شمال السودان خمسة فحسب على مر العصور، توجد أنواع من الطمبور لدى قبائل الشلك والدينكا والزاندي في جنوب السودان يتراوح عدد أوتارها بين السبعة والتسعة. والأرجح أن الطمبور تأثر هناك بالطمبور الشائع في كينيا واثيوبيا واريتريا .
أجزاء الطمبور:
ـ القدح : صندوق الصوت .
ـ جلاد رأس البقر : لجلاد القدح.
ـ فتحات : للصوت.
ـ الداقن: لتثبيت الكوبري (الكج)
ـ الكج: كوبري تشد عليه الأوتار.
ـ المرق : قاعدة مثلث الطمبور.
ـ الجرتق : زينة الطمبور (ليست أساسية)
ـ السلك: (تشد منه الأوتار)
ـ فيكاي : ملابس قديمة .
ـ الوحيد : الوتر الأول.
ـ الوتر الثاني: (أغلظ وتر في الطمبور)
ـ الوسط : الوتر الأوسط.
ـ الحنين : الوتر الرابع من تحت لفوق ، والثاني من فوق إلى تحت .
ـ المجاوب : الوتر الخامس.
ـ السندالة : أو سنادة لتثبيت اليد لتمكين العازف من العزف بأصابعه,
ـ الضراب : أو ضرابة وهي الريشة التي يضرب بها الطمبور.

الطمبور" تاريخ ضارب في القدم
ارتبطت آلة الطمبور في الآونة الأخيرة بقبيلة الشايقية في شمال السودان، ما جعل البعض يعتقد أن تاريخها يعود للمنطقة التي برعت أنامل مبدعيها في مداعبة أوتارها، ولكن المفارقة أن للآلة تاريخاً ضارباً في القدم يعود للحضارة الفرعونية.
ويرجع الفضل، بحسب باحثين في التراث، في انتساب الطمبور للشايقية إلى قبيلة المناصير التي تلقفت تلك الآلة من الفراعنة والنوبة وتفوقت عليهما بممارستها حتى أصبحت تتعلق بتفاصيل الحياة في تلك المنطقة.
ويروي المطرب  الكبير  الراحل محمد وردي قصة مع الطمبور تؤكد ارتباطه بالمناصير.
وقال وردي سابقاً إنه تعلم العزف على الآلة على يد أبناء تلك القبيلة الذين كانوا يجوبون من نهر عطبرة إلى مناطق المحس بأقصى الشمال في شكل طوف للحصول على حطب الدوم ويتخذون الآلة متنفساً طبيعياً وملاذاً دافئاً في حلهم وترحالهم.
ارتباط بالعزلة
ويوجد اعتقاد سائد عند الكثيرين بأن آلة الطمبور تصدر لحناً حزيناً لكونها ارتبطت بالوحدة والعزلة لأنها كانت تسلي وتؤنس راعى الإبل في الصحراء.
وتنتشر آلة الطمبور في مناطق كثيرة من السودان، ويطلق عليها في أنحاء عديدة من كردفان لفظ "الربابة".
وفي بعض أجزاء دارفور، يطلق عليها لفظ أم بري بري، أما في شرق البلاد فيطلق عليها لفظ الباسكنوب.
وتصنع تلك الآله في أشكال متعددة ومراحل متباينة في التركيب، وتتحكم في أنغامها قدرة الإنسان على استخدامها، وهذا ما تفوقت فيه قبيلة الشايقية التي نقلت الحنين من الوجدان إلى الوتر ليكون نغماً ذا نكهة خاصة تتسابق القبائل الأخرى لسماعه.
ويقول صانع الطمبور بدر الدين عثمان ، إن تلك الآلة تتكون من الخشب والجلد والأسلاك بنوعيها (الرقشة والعصب).
صناعة في ساعات
ويوضح عثمان أن صناعة الطمبور لا تحتاج إلى كثير عناء وإنما تتم في ساعات قليلة.
وتتكون آلة الطمبور من خمسة أسلاك (أوتار) يمكن ضبطها على وترين وهما الغدير وهو للرقص بالسيف والهركاك وهو للراقص أو بمفهوم قبيلة العبابدة التربالة.
ويبرر إبراهيم بابكر، أحد المهتمين بالتراث السوداني، ارتباط الآلة ذات الأصول الفرعونية بقبيلة الشايقية، ويقول إنسان الشمال معروف عنه الحنية وهذه الحنية انتقلت من وجدانه إلى أنامله لتخلق هذه النغمة الحنينة والعجيبة ذات الجاذبية
والتأثير الكبير.
ويضيف الرجل الخمسيني، أن أغاني الطمبور واحدة من الإشراقات السودانية وأنها أصبحت منتشرة بصورة ملحوظة في بقاع السودان وأن عشقها يمتد من جيل إلى جيل.

مصدر المعلومات
1/لقاءات شخصية مع بعض المتعاملين مع الاله
 2/كتاب من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان
من اقدم العصور حتى 1940 م
المؤلف/ معاوية حسن يس
الطبعة الأولى 2005م

الأحد، 1 مايو 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
🎼 الغناء عند الشايقية 🎼
✍🏽 الاستاذ امير رزق فرج
بدات الاغنية الشايقية في بداية الامر كاغنية صف و(دارة) يلتف فيها الجميع يتسيدهاضارب الايقاع(النقارة) الذي يطلق علية الملك لانه يتحكم في كل الحفلة(اللعبة) ويستطيع ان يجعل النساء يرقصن والرجال يصفقون(يضربون الكف) وقد اشتهر باسم الملك في تلك الفترة من عازفي النقارة (مفهومين، خير واجد ،  ود رزيقي ، سعيد ،دموك)و تزين هذه الداره(الحلقة) مجموعة من الطنابير تتوزع علي الداره بتنسيق نغمي من غير جهاز صوت ويصدر الرجال صوتا من حلوقهم اقرب للحمحمة يتوافق  مع الايقاع والصفقة وضرب الارض بالارجل وعزف الطمبور ورقص النساء داخل الدارة الذي يصاحبه غناء مجهول شاعره عبارة عن مقطع يردده الجميع واحيانا يذيد فيه عازف الطمبور ولاينسبه لنفسه مثال(ليلي يا الله الليل رايقة هوى)، كان هذا الحال سائدا علي كل منطقة الشايقية ويطلق علي هذا النوع من الحفلات اسم(اللعبة).
حتي ظهر الفنان عبد الرازق بنده في مدينة كريمة في في ثلاثينيات القرن الماضي تقريبا عام 1931م يعـتبـر الفنــان ( عبد الرازق بـنــده ) أول من تـغـــنى فى المنطقة وأول من جعل الناس يستمعـوا للغـناء وهم جلــوس ويركزوا على الأغنيــة كنص شعــرى وقام أيضـًا بتنظيـم الــدارة حــيث كـــان الـغـنـــاء فى ذلك الـزمــن عـبــــارة عن صفـــوف تسودهــا الفوضى و فادخل نظام الغناء في الدارة ووظفه بصورة اقرب الي الغناء الحالي حيث اصبحت الحفلة تتكون من عازف ايقاع(الدليب، العرضة،( الرتوتي الجابودى والفردة)تعتبر الثلاثة الاخيرة مسمي لايقاع واحد) وكورس ،(الصفاقيين)(الشيالين ) يساعدون الفنان في اداء وصلته الغنائية  وهذا اشبة بالاسلوب  الذي كان متبع في اغنية الحقيبة في امدرمان في ذلك الزمان وكان بندة قد مكث في امدرمان فترة امن الزمن جعله يتاثر بنظام غناء الحقيبة وقد تاثر فعلا بالفنان زنقار، ومن تشابة الاغنيتبن اصبح يطلق علي فناني الحقيبة (الطنابره)، الجدير بالذكر الفنان عبد الرازق بنده كان لا يعزف الطمبور وكان يعزف له عازف ويقال ايضا كانت تعزف له امراة الطمبور وكان بنده يتميز بالصوت الرخيم الحنون وتغني بندة في بداياته باغنيات كانت سائدة في ذلك الزمان الاغنية الشهيرة (سوقني معاك ياحمام)  وفى عـام 1950متغني ب(  ماودعـتـك قـبال تقوم) لشاعر ( سيد أحمد أبوشيبه ) وفي عام1960 تغني  لحسـن الـدابى ( شـتيلـة قريره وجود يابارى جود ) كـأول تـسجـيــــل رســمى لـــه بالأذاعــة حــيث إســتخـــدم إيقــــــــاع ( الفـردة ) لإظهار إمكانيات صوته الذى كان مزهوًا بــه كثيرًا خاصة فى الوقـفات والـمـد بين الـبـيــت والآخـــر ، وبالأستمـــاع للأغنيتين تجد ذلك وتجد نفـَس الحقيبــة التى تأثـــــر بها واضحاً جليـًا فى الآداء وخاصة فى طريقة إنهاء الأغنية .
وبعد فترة تقريبا1953م  ظهرالفنان بخيت صلاح من منطقة مساوى وتميز بانه كان يعزف الطمبور بنفسه ومن اشهر اغانيه(كفارة، الروقة، الحلة تنورى).
وظهر معهم في تلك الفترة الفنان حسن كزرور من منطقة الاراك وايضا كان يعزف الطمبور بنفسة ومن اشهر اغانية (ياخلايق الله الزول منو) .
وبظهور  النعام ادم  الذي يعتبرمدرسة قايمة بذاتها تتلمذ فيها كل فناني المنطقة من بعده، بل يعتبر رائد ومجدد في اغنية الطمبور التي انتشرتعلي يديه وانتشرت في كل السودان، كان النعام استحدث اعطاء الكورس مساحة وايضا ادخل نظام المقدمات الموسيقية لاغانيه من خلال عزفه المميز للطمبور ساعده في ذلك براعته في الالحان وانتقائه للكلمات من الشاعر الفذ حسن الدابي الذي ظهر في منطقة القرير ، والنعام من منطقة الكربة رغم بعد المسافة بينهما الا انهما تعاونا علي اظهار ذلك الابداع والارث الثقافي القاعدي لاغنية الشايقية التي عرفت علي يد النعام باغنية الطمبور.وتغني ايضا للشاعر محمد سعيد دفع الله والسر عثمان الطيب وكلاهما من القرير، وتبعهم في الظهور الفنان ادريس ابراهيم من دنقلا الذي تغني باللغة العربية واللهجة المحلية وكان قد استحدث في الطمبور مماجعل عزف مميز يعرف به وسط اقرانه.
وكل هؤلاء كانوا يتغنون في مناطق الشايقية والبديرية والدناقلة في شمال السودان.
وبظهور بلاص اصبح ايقاع الدليب ينقر في العاصمة الخرطوم واختار بلاص لنفسة خط مغاير لاقرانه حيث اعتمد علي الايقاع(الدلوكة)  وغناء السيرة دون الطمبور وادخل الالات الموسيقية كلون جديد علي ايقاع الدليب ومن المفارقات كان عازف الايقاع للفنان بلاص هو الفنان بخيت صلاح واهتم بلاص باغاني التراث خاصة وانه تربي وترعرع في منطقة سقاي نورى الا انه نقل هذا التراث للعاصمة عندما قدم اليها وهو في عمر يمكنه من الاعتماد علي نفسه وسلك بلاص هذا
الطريق(اغاني السيرة) بالدلوكة من التراث واحيانا من اشعار حسونة الشاعر المعروف،  خوفا من مقارنته بالفنان النعام ادم- الذي كان بارع في عزف الطمبور ومميزا كفنان له اغنياته والحانه الخاصة -
اعقب تلك الفترة بالظهور الفنان عثمان اليمني من منطقة القرير  الذي ايضا استحدث لنفسه خط جديد لاتعرفه اغنية الطمبور وهو الرميات التي كانت تسبق اغانية وحبب هذا الاسلوب اليمني للعامة بسبب صوته الجهورى المميز واختياره لاشعار الرميات الذي لم يجد منافسا له وايضا كان من ضمن مجموعة الفناننين الذي نتنقلوا بفنه الي عطبرة وبورتسودان واخيرا احتضنتهم العاصمة الخرطوم.
وعندما جاءت فترة السبعينيات من القرن الماضي كانت( اغنية الطمبور) الاسم الذي اطلقته عليها الاذاعة ، وعرفت به بين رصيفاتها (اغنية الحقيبة والاغنية الحديثة او قل اغنية الوسط)كانت اغنية الطمبور قد رسخت في اذهان الناس واخذت شكلها المميز  التي اظهرت مجموعة من الفنانين مثل الفنان علي كرنقيل من الاراك الذي تغني للشاعر عوض عبدون(ياقلب مالك انجرح) والفنان اسحق كرم الله الذي سجل للاذاعة في عام 1961م اغنية بنده وكلمات سيداحمد ابوشيبة( ماودعتك قبال تقوم) ظهر بعده اخية الفنان محمد كرم الله من جزيرة بروس الذي اشتهر برائعة محمد سعيد دفع الله اغنية(الطيف) ،وظهر ايضا الفنان محمد جبارة من المقل ومن اشهر اغنياته ،كلمات السر عثمان الطيب(بحر المودة) و الفنان محي الدين اليمني من القرير ومن اشهر اغانية من كلمات الشاعر حميد (طعم الدروس) )يعتبر الفنانان ودجبارة ومحي الدين نقلا اغنية (الطمبور) الي عطبرة التي ظهرا فيها اولا كمغنيين معروفين وتزامن في الظهور في تلك الحقبة ايضا الفنان صديق احمد من الدبة الذي استقر في كريمة فترة من الزمن بحكم عمله في مجال التمريض والذي شكل ثنائية مع ابن منطقته الشاعر عبد الله محمد خير وتغني ايضا للشاعر عوض فضيل بالاغنية الشهيره(ناس سودان الخير) ،و الفنان التاج محمد طه  من مساوى الذي تغني باشعاره واصبح فيما بعد من اشهر الملحنين للفنان ابن منطقته ميرغني النجار وكانا معا من ضمن فرقة  (تماسيح الحامداب) التي اشتهرت باغنية (بلادي بلادي اهلا) من كلمات الشاعر اسماعيل حسن ،وظهر في العفاض في تلك الفترة  الفنان يسن عبد العظيم الذي شكل ثنائية متفرده مع ابن منطقته الشاعر ابراهيم ابنعوف ومن اشهر اغنياته (عينه بالدموع ملياني) و الفنان عبد الرحمن احمد محمد صالح (البركل) من البركل الذي تغني للشاعر قسم السيد عبد الرسول ومن اغانية(فاطمة وسعاد) وعبد الرحمن احمد محمد من الكرو الذي تغني للشاعر حميد باغنية (سعن الشوق) وعبد الرحمن عجيب  من مورة الذي تغني  (الشوق للبلد بحاله)،والفنان حسن علي الحاج وبابكر كسلا من الزومة وجعفر المنصور من القرير وعوض مرسال وكباشي جعفر من البركل ، هؤلاء  كانوا يرددون اغنيات التراث وزملاءهم من الفنانين، وايوب من مقاشي الذي تغني بكلمات جدته الشاعرة فاطمة بتت خير و الفنان يوسف كرم الله  من تنقسي وتغني للشاعر نور الهدي كنه باغنية (الدنيا حلوة) الفنان محمد الحسن مسعود ود المساعيد  من القرير الذي اشتهر باغنية(حليلي)كلمات الشاعر سيداحمد عبد الحميد  والفنان عبود تبورى  من القريرالذي تغني للشاعر حسون محمد سعيد باغنية ( ماشي كريمة) و الفنان يعقوب تاج السر من القرير ايضا ومن اغنياته( ارويني ارويني) للشاعرمحمداحمد الحبيب
والفنان والملحن عبد العظيم منصور  من كريمة (العباسية) الذي تغني باغنية( يا فاطنة )كلمات الشاعر أحمد سليمان طه والفنان معاوية من المقل تغني( سفر صمتك)
كلمات عــلاء الـدين خضـــــــر وعبد المنعم عبد الفارس من تنقاسي  وتغني للشاعرعوض رحمة الله (نسمة جروف ) وعبد القيوم الشريف من القرير وتغني للشاعر حاتم حسن الدابي باغنية(القمرة هوت ليلي راح)والفنان معتصم ابراهيم  التي تغني باغنية (ابوك يا اسامة ) للشاعرمحمد جيب الله كدكي والفنان عبد الرحيم ارقي  الذي تغني باغنية(عــــــــــــافي منـــــــــــــــك) لشاعر علاء الدين عبد الرحيم
نواصل

الأربعاء، 3 فبراير 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
هيئة مهرجان  جبل  البركل
لجنة الندوات والمحاضرات
الندوة السادسة
كتب:امير  رزق فرج

اقامت اليوم الاربعاء2016/1/27م لجنة الندوات ندوة بعنوان(الشعر الشعبي عند الشايقية) متحدثا فيها بروفسير نصرالدين سليمان علي ومعقبا الاستاذ امير رزق اعلامي وباحث في التراث.
تحدث البروف حديث العارفين قائلا اولا انه يقصد بمصطلح الشايقية البيئة الثقافية ولا يقصد القبيلة اي انه يريد ان يوضح هذا المفهوم من الناحية الثقافية لانه يفتكر ان الشعر الذي يطلق علية شايقي ينظمه ويتغني به اناس في المنطقة لاينتمون للشايقية كقبيلة لذلك اراد ان يوضح  مفهوم عنوان المحاضرة التي تحمل اسم كتاب له نال به شهدة الدكتوراة
بروفسير نصر الدين كان عميدا لكلية الاداب بكريمة ومكث في كريمة حوالي 20 عاما وهو من اصلي جعلي من  مواليد كلي بشندى لذلك نظرته ورأيه في شعر الشايقية عميقة ومتفرده بمثابة الناظر من الخارج يرى اكثر من بالداخل .
قال بروفسير نصر الدين ان الشايقية تعتبر من الجماعات الاثنية  العربية التي شكلت ثقافة السودان الحالي  مع مجموعة النوبيين والبجا والمجموعة الزنجية .
واصفا  بان الشايقية كانوا فرسان لايحترفون الزراعة  لذلك نجد ان معظم المفردات النوبية في شعرهم جاءت من  عدم معرفتهم بالزراعة ودخولها لهم من النوبيين وهنالك نمازج كثير تعضضد تلك الفكرة منها
اريد اى واريد اى
اريد أيي واريد أيي واريد زولا يقول أيي
واريد بتا متاقي الباب عليها من الشمش حيي
اريدا وكت تكون قاعدي وتخيت في طويقيي
بعد ماعبت المآجور وفكت نعجي ملويي
تناغم الجاره عند الغيبي تسمع يمة سعديي
قومي اديني عيدان نار وهاك ضوقي المدينيي
اريدا وكت تجيك عايمي مالي صفيحه ميهيي
تجلبق جاي وجاي تنتني ذي فرع الملوخيي
فسراع فوق نويرت الشاي تعوسلها عاد فطيريي
عشان ولدا تحت قراع ومنتكي فوق طويريي
اريد فرحا يجيب الدارة من نقارة شايقيي
الليلي تسوي عوم اماته في بيت الدسوسيي
اريدا وكت تقوم تندلي لي الواقود بلا نيي
واراها ان درت بطن البيت تقول بالله طينيي
اريدا وكت يجيها الليل اريتا عروسي مو نيي
داجي محضري الكبريتي في باله المطر جي
هذه الابيات توضح اللهجة الشايقية وتعابير الشعر الشايقي الشعبي
يواصل البروفسير قائلا انه قام بتقسيم الفترات  الشعرية الي  الي اربعة فترات عند الشايقية الفترة الاولي فترة الشفاهية وهي فترة اغلب اشعارها حفظت شفاهة ولم تدون وهي كانت تتميز بالشعر الحماسي والروائي ومدح الرسول صلوات الله عليه وقليل من الغزل  ومعظم اشعارها مجهولة المصدر
مثال لتلك الفترة الاغنية التراثية المعلومة لدي الكثيرين

ليلي أنا الله الليل الليل ليلي أنا الرايقة هوي
يامهير ميس الاكله حب *** عوده لا خبزاً لا هو كب
لو نجر لو صابنه صب *** صنعة السيد حكمة الرب
ساقت الديس برد المهب *** فرت الأبيض بلا الشب
مت لا كرعي وانطرب *** جا الفقير قالي ات وتب
جاب دوايتو وفي اللوح كتب *** قتله اقيف يا شيخ العرب
رايقة مدي الموية اشرب *** ويقنيني القول انخرب
يابا وراق يا ود الصعب *** يا الدويحية اهل القبب
يا رجال الله تقولوا كب *** تقلعوا الميجر من صنب
تقلعوا النصراني الكعب *** فشان انط الحوش دردرب
ما با قول للمفتاح كرب *** داير اشوف أم عكشاً دهب
ما بخليك ان انضرب *** إلا سيفاً ياخدني تب

 و الفترة الثانية فترة التدوين  وهي الفترة التي تزامنت مع ظهور تعليم الخلوة(1924-1980) وهي الفترة التي ظهر فيها بوضوح الشاعر حسونه وتميزة هذه الفترة باشعار المدح والذم ولونيات اخرى من ضروب الشعر وهي فترة ظهر فيها نظام الادارة الاهلية (العمد والمشايخ) لذلك نجد حسونه برع في مدح وذم تلك الادارات الاهلية  التي كانت تهابه وتضع له الف حساب من امثلة اشعار تلك الفترة قال حسونة

الله من اداني تيراب اب لمعتين
كت بزرعو في جنينة السيد التدانا ستين
كت بسوي الراس قرش والتمنة ملين
وكيتنا للتجار اهل الدكاكاين

اما الفترة الثالثة يري  البروفسير نصر الدين انها كانت نقلة في الشعر الشعبي لدى الشايقية لانها تميزت باشعار المتعلمين فوق الخلوة والثانوي وتلك الفترة ظهرت فيها اغراض الشعر الاخرى بوضوح من غزل وغيرها ويعتبر ان شعراء هذه الفترة اتيحت لهم الظروف التنقل والتسفار مما جعلهم يختلطون بمجتمعات اخرى وبئات اضافت لهم وميزت مفردتهم ويعتقد ان تلك الفترة تنوعت في تناولها لاغراض الشعر وغاب فيها المدح والذم  وحل محلها الغزل وتمجيد المحبوب ومعانات  الغربة والبعد عن الاهل والارض والحبيبة
يذكر من شعراء تلك الفترة التي يؤرخ لها منذ عام1945 حسن الدابي ومحمد سعيد واسماعيل حسن ،السر عثمان الطيب ومحمد الحسن حميد وغيرهم ، وهذه نمازج من تلك الفترة الثره

يقول ود الدابي
جأفي عيني طيب المنام
ياصديقي الجلا قالو قام
شالو وزينة وجوز حمام
دق صفارتين بانتظام
رنت الاجراس ياسلام
***********
كما قال عبد الله محمد خير
تسوي الشاي تجيبو السمحة جنبي
تقولي اكب اقولها ايوه كبي
تقولي طبق اقولها لاتحسبي
اريد شايا تسوى انت وتجيبي
اريد شايا تغسل ايدك كبابي
************
قال محمد سعيد دفع الله
اسمك ديمه الهج بيهو ما فارق لسانى
طيفك ده الملازم لى ما فات يوم ختانى
ما بقدر اطيق الفرقة ... ما بحمل ثوانى
كيفن هان عليك تنساهو .. كان ريدى وحنانى
شوف حتى الطيور حزنانه تبكى تنوح عشانى
وينو حنان قليبك لىّ.... ليه صد وابانى
ما غلط على حا شاهو ... ديمه عطوف وحانى
****************
وقال اسماعيل حسن ود حد الزين
ديل أهلي .. وديل أهلي
البقيف في الدارة واتنبر
وأقول لي الدنيا. كل الدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارّة
ديل أهلي .. ديل قبيلتي لمّن أدور أفصل للبدور فصلي
ديل فصلي ..
أقول بعضي ..
ألاقيهم تسرّبوا في مسارب الروح
بقوا كلي ..
أسياد روحي والإحساس
وسافر في بحار شوقهم زمــــان عقلي
محل قبّلت ألقاهم معاي ، معاي زي ضليّ
أنا لو ما جيت من زي ديل كان آسافاي
، وآمأساتي وآزّلي
تصوّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني...
وأهل الحارّة ما أهلي
************
كما قال السر عثمان الطيب

ﻭﺑﻼ ﺧﺒﺮ ﻃﻖ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻷﺣﺪ
ﻭﺍﻟﺤﻠﻰ ﺟﺎﻃﺖ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﻢ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻦ
ﺟﺎﻱ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﻛﻮﻡ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﻟﻠﺒﻴﺮ ﻭﺭﺩ ﻳﺘﺤﺪﺛﻦ
ﺟﺎﻳﻲ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﻳﺎ ﺑﺨﺘﻬﺎ ﻭﻭﺍﺷﻮﻗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺎ ﺟﻤﺮ
ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﻗﺪ
ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻓﻮﻕ ﺑﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺩﺧﻞ
ﻭﺁﺧﺮ ﺷﻌﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺭﻭﺡ ﻧﺰﻝ
ﺿﻲ ﺍﻟﻘﻤﻴﺮﻩ ﺟﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻬﺮ ﻗﺪﻝ
ﺩﺍﻓﺮ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﺤﻠﻰ ﻗﺪﺍﻣﻮ ﻭﻭﺻﻞ
***********
 ويقول حميد
هطل على الشجر الهموم وشاشات نهارات العنا
عانيت وراك جنس عنا
بوغ سهادي كرو النجوم
خطو المواويل ارتعش
حرس عصاتي بنات نعش
دومست فوق حجر البتول
هلوست بي صلب المسيح
دروش شردت من الضريح
شويمت بي ظلم الحسين
أومت على كم ميضنه
وما بين عيونك والمغول
ساهد بي قافله الحروف
وايقاع طنابير الزمن
انصربع ايقاع الفصول
هبطت غمامه ورا الجبل
راحت من الليل الجروف
*********
ويواصل ان تلك الفترة ايضا ظهر فيها الشعر الغنائي بوضوح وانداح الي افاق ارحب حيث خرج من المحلية الي كافة السودان بمساعدة انتشار الاذاعة  والتلفاز في تلك الفترةوظهرت الثنائيات في ساحة الشعر  الشعبي والمغنيين امثال ود الدابي والنعام ادم ،محمد سعيد ومحمد كرم الله ، عبدالله محمد خير وصديق احمد، السر عثمان ومحمد جبارة، حميد ويسن عبد العظيم ، ود العبيد وعثمان اليمني ، اسماعيل حسن ومحمد وردى ، هذه الثنائيات حققت الانتشار  للشعر الشايقي وميزته بين الاشعار الاخرى وجعلته يتخذ مضامين متعدده لمعالجة نقائص المجتمع  التي لم يطرقها ويتحدث عنها الا الشعر الشايقي مثل مشكلة العنوسة ومشكلة الفئات الضعيفة في المجتمع (اللقطاء والمتخلفين عقليا والغجر )واندماجهم في المجتمع بالاضافة لذلك يعتبر شعراء تلك الفترة  قدحفظوا تراث المنطقة  باشعارهم ووثيقوا لحياة الاجتماعية  بكلفة احوالها وغيرها من التراث.
واختتم البروفسير  فترات الشعر الشعبي  الشايقي  بالفترة الرابعة  ويصد بهاالفترة الحالية التي نعيشها الان وهي فترة  الشعراءالشباب التي تميزت بالقوالب الشعرية الحديثة  ونسق متنوع من الاخيلة والمعاني وان كانت سارت علي نسق التجارب الاولي للشعر الشعبي الشايقي حيث اصبحت المفردة تخاطب جمهور  واسع يريد ان يعرف الثقافة الشايقية  وتاثرت بالحداثة التي طرأت علي المجتمع عامة وغابت فيها المعاني التراثية المعقدة التي يصعب فهما علي  الانسان من خارج المنطقة الجغرافية واخذت فيه المفردة  طابعها القومي ويذكر من شعراء تلك الفترة  عبد القادر محمد، خالد شقورى وحاتم حسن الدابي والفاتح ابراهيم بشير وسفلة وخالد الباشا وعثمان عوض ضرار واخرين كثر لايمكن احصائهم في هذه العجالة .
وحظيت  المحاضرة بمداخلات من الجمهور وكانت اضافة حقيقية  لموضوع المحاضرةواثراء النقاش حيث تحدث دكتور حسن احمد طه الامين العام للهيئة حديث العارفين ذكرا ان  كثرت المفردات النوبية في اشعار الشايقية يعزوها لسببين
الاول ان دخول العرب السودان وهم بدو وليسوا بزراع  ام يستطيعوا في تغير مفردات الزراعة لذلك اصبحت المفردة النوبية طاغية علي الزراعة ،اضافة لان الداخلين من العرب كانوا ذكورا تزوجوا بالنوبيات لذلك من الطبيعي  تكثر اللهجة النوبية لدي  المواليد الجدد( الشايقية).
والسبب الثاني ان دخول الاسلام في السودان جعل الرجل يهتم بالفقه الذكورى دون الفقه النسوى لذلك احتفظت المرأة الشايقية بموروثاتها الشعبية النوبية مثل الجرتق والرحط والضريرة وغيرها من الطقوس النوبية القديمة في الاجتماعيات.
واختتمت المحاضرة بقراءة نماذج من اشعار الشايقية في الفترات المختلفة بصوت الاستاذ امير رزق بعد ان عقب علي محاضرة البروفسير .