الأربعاء، 3 فبراير 2016

بسم الله الرحمن الرحيم
هيئة مهرجان  جبل  البركل
لجنة الندوات والمحاضرات
الندوة السادسة
كتب:امير  رزق فرج

اقامت اليوم الاربعاء2016/1/27م لجنة الندوات ندوة بعنوان(الشعر الشعبي عند الشايقية) متحدثا فيها بروفسير نصرالدين سليمان علي ومعقبا الاستاذ امير رزق اعلامي وباحث في التراث.
تحدث البروف حديث العارفين قائلا اولا انه يقصد بمصطلح الشايقية البيئة الثقافية ولا يقصد القبيلة اي انه يريد ان يوضح هذا المفهوم من الناحية الثقافية لانه يفتكر ان الشعر الذي يطلق علية شايقي ينظمه ويتغني به اناس في المنطقة لاينتمون للشايقية كقبيلة لذلك اراد ان يوضح  مفهوم عنوان المحاضرة التي تحمل اسم كتاب له نال به شهدة الدكتوراة
بروفسير نصر الدين كان عميدا لكلية الاداب بكريمة ومكث في كريمة حوالي 20 عاما وهو من اصلي جعلي من  مواليد كلي بشندى لذلك نظرته ورأيه في شعر الشايقية عميقة ومتفرده بمثابة الناظر من الخارج يرى اكثر من بالداخل .
قال بروفسير نصر الدين ان الشايقية تعتبر من الجماعات الاثنية  العربية التي شكلت ثقافة السودان الحالي  مع مجموعة النوبيين والبجا والمجموعة الزنجية .
واصفا  بان الشايقية كانوا فرسان لايحترفون الزراعة  لذلك نجد ان معظم المفردات النوبية في شعرهم جاءت من  عدم معرفتهم بالزراعة ودخولها لهم من النوبيين وهنالك نمازج كثير تعضضد تلك الفكرة منها
اريد اى واريد اى
اريد أيي واريد أيي واريد زولا يقول أيي
واريد بتا متاقي الباب عليها من الشمش حيي
اريدا وكت تكون قاعدي وتخيت في طويقيي
بعد ماعبت المآجور وفكت نعجي ملويي
تناغم الجاره عند الغيبي تسمع يمة سعديي
قومي اديني عيدان نار وهاك ضوقي المدينيي
اريدا وكت تجيك عايمي مالي صفيحه ميهيي
تجلبق جاي وجاي تنتني ذي فرع الملوخيي
فسراع فوق نويرت الشاي تعوسلها عاد فطيريي
عشان ولدا تحت قراع ومنتكي فوق طويريي
اريد فرحا يجيب الدارة من نقارة شايقيي
الليلي تسوي عوم اماته في بيت الدسوسيي
اريدا وكت تقوم تندلي لي الواقود بلا نيي
واراها ان درت بطن البيت تقول بالله طينيي
اريدا وكت يجيها الليل اريتا عروسي مو نيي
داجي محضري الكبريتي في باله المطر جي
هذه الابيات توضح اللهجة الشايقية وتعابير الشعر الشايقي الشعبي
يواصل البروفسير قائلا انه قام بتقسيم الفترات  الشعرية الي  الي اربعة فترات عند الشايقية الفترة الاولي فترة الشفاهية وهي فترة اغلب اشعارها حفظت شفاهة ولم تدون وهي كانت تتميز بالشعر الحماسي والروائي ومدح الرسول صلوات الله عليه وقليل من الغزل  ومعظم اشعارها مجهولة المصدر
مثال لتلك الفترة الاغنية التراثية المعلومة لدي الكثيرين

ليلي أنا الله الليل الليل ليلي أنا الرايقة هوي
يامهير ميس الاكله حب *** عوده لا خبزاً لا هو كب
لو نجر لو صابنه صب *** صنعة السيد حكمة الرب
ساقت الديس برد المهب *** فرت الأبيض بلا الشب
مت لا كرعي وانطرب *** جا الفقير قالي ات وتب
جاب دوايتو وفي اللوح كتب *** قتله اقيف يا شيخ العرب
رايقة مدي الموية اشرب *** ويقنيني القول انخرب
يابا وراق يا ود الصعب *** يا الدويحية اهل القبب
يا رجال الله تقولوا كب *** تقلعوا الميجر من صنب
تقلعوا النصراني الكعب *** فشان انط الحوش دردرب
ما با قول للمفتاح كرب *** داير اشوف أم عكشاً دهب
ما بخليك ان انضرب *** إلا سيفاً ياخدني تب

 و الفترة الثانية فترة التدوين  وهي الفترة التي تزامنت مع ظهور تعليم الخلوة(1924-1980) وهي الفترة التي ظهر فيها بوضوح الشاعر حسونه وتميزة هذه الفترة باشعار المدح والذم ولونيات اخرى من ضروب الشعر وهي فترة ظهر فيها نظام الادارة الاهلية (العمد والمشايخ) لذلك نجد حسونه برع في مدح وذم تلك الادارات الاهلية  التي كانت تهابه وتضع له الف حساب من امثلة اشعار تلك الفترة قال حسونة

الله من اداني تيراب اب لمعتين
كت بزرعو في جنينة السيد التدانا ستين
كت بسوي الراس قرش والتمنة ملين
وكيتنا للتجار اهل الدكاكاين

اما الفترة الثالثة يري  البروفسير نصر الدين انها كانت نقلة في الشعر الشعبي لدى الشايقية لانها تميزت باشعار المتعلمين فوق الخلوة والثانوي وتلك الفترة ظهرت فيها اغراض الشعر الاخرى بوضوح من غزل وغيرها ويعتبر ان شعراء هذه الفترة اتيحت لهم الظروف التنقل والتسفار مما جعلهم يختلطون بمجتمعات اخرى وبئات اضافت لهم وميزت مفردتهم ويعتقد ان تلك الفترة تنوعت في تناولها لاغراض الشعر وغاب فيها المدح والذم  وحل محلها الغزل وتمجيد المحبوب ومعانات  الغربة والبعد عن الاهل والارض والحبيبة
يذكر من شعراء تلك الفترة التي يؤرخ لها منذ عام1945 حسن الدابي ومحمد سعيد واسماعيل حسن ،السر عثمان الطيب ومحمد الحسن حميد وغيرهم ، وهذه نمازج من تلك الفترة الثره

يقول ود الدابي
جأفي عيني طيب المنام
ياصديقي الجلا قالو قام
شالو وزينة وجوز حمام
دق صفارتين بانتظام
رنت الاجراس ياسلام
***********
كما قال عبد الله محمد خير
تسوي الشاي تجيبو السمحة جنبي
تقولي اكب اقولها ايوه كبي
تقولي طبق اقولها لاتحسبي
اريد شايا تسوى انت وتجيبي
اريد شايا تغسل ايدك كبابي
************
قال محمد سعيد دفع الله
اسمك ديمه الهج بيهو ما فارق لسانى
طيفك ده الملازم لى ما فات يوم ختانى
ما بقدر اطيق الفرقة ... ما بحمل ثوانى
كيفن هان عليك تنساهو .. كان ريدى وحنانى
شوف حتى الطيور حزنانه تبكى تنوح عشانى
وينو حنان قليبك لىّ.... ليه صد وابانى
ما غلط على حا شاهو ... ديمه عطوف وحانى
****************
وقال اسماعيل حسن ود حد الزين
ديل أهلي .. وديل أهلي
البقيف في الدارة واتنبر
وأقول لي الدنيا. كل الدنيا ديل أهلي
عرب ممزوجة بي دم الزنوج الحارّة
ديل أهلي .. ديل قبيلتي لمّن أدور أفصل للبدور فصلي
ديل فصلي ..
أقول بعضي ..
ألاقيهم تسرّبوا في مسارب الروح
بقوا كلي ..
أسياد روحي والإحساس
وسافر في بحار شوقهم زمــــان عقلي
محل قبّلت ألقاهم معاي ، معاي زي ضليّ
أنا لو ما جيت من زي ديل كان آسافاي
، وآمأساتي وآزّلي
تصوّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني...
وأهل الحارّة ما أهلي
************
كما قال السر عثمان الطيب

ﻭﺑﻼ ﺧﺒﺮ ﻃﻖ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻷﺣﺪ
ﻭﺍﻟﺤﻠﻰ ﺟﺎﻃﺖ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﻢ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻦ
ﺟﺎﻱ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﻛﻮﻡ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﻟﻠﺒﻴﺮ ﻭﺭﺩ ﻳﺘﺤﺪﺛﻦ
ﺟﺎﻳﻲ ﺍﻟﻮﻟﺪ
ﻳﺎ ﺑﺨﺘﻬﺎ ﻭﻭﺍﺷﻮﻗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺎ ﺟﻤﺮ
ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﻗﺪ
ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻓﻮﻕ ﺑﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﻭﺳﺎﻋﺔ ﺧﻼﺹ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺩﺧﻞ
ﻭﺁﺧﺮ ﺷﻌﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺭﻭﺡ ﻧﺰﻝ
ﺿﻲ ﺍﻟﻘﻤﻴﺮﻩ ﺟﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺑﻬﺮ ﻗﺪﻝ
ﺩﺍﻓﺮ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﺤﻠﻰ ﻗﺪﺍﻣﻮ ﻭﻭﺻﻞ
***********
 ويقول حميد
هطل على الشجر الهموم وشاشات نهارات العنا
عانيت وراك جنس عنا
بوغ سهادي كرو النجوم
خطو المواويل ارتعش
حرس عصاتي بنات نعش
دومست فوق حجر البتول
هلوست بي صلب المسيح
دروش شردت من الضريح
شويمت بي ظلم الحسين
أومت على كم ميضنه
وما بين عيونك والمغول
ساهد بي قافله الحروف
وايقاع طنابير الزمن
انصربع ايقاع الفصول
هبطت غمامه ورا الجبل
راحت من الليل الجروف
*********
ويواصل ان تلك الفترة ايضا ظهر فيها الشعر الغنائي بوضوح وانداح الي افاق ارحب حيث خرج من المحلية الي كافة السودان بمساعدة انتشار الاذاعة  والتلفاز في تلك الفترةوظهرت الثنائيات في ساحة الشعر  الشعبي والمغنيين امثال ود الدابي والنعام ادم ،محمد سعيد ومحمد كرم الله ، عبدالله محمد خير وصديق احمد، السر عثمان ومحمد جبارة، حميد ويسن عبد العظيم ، ود العبيد وعثمان اليمني ، اسماعيل حسن ومحمد وردى ، هذه الثنائيات حققت الانتشار  للشعر الشايقي وميزته بين الاشعار الاخرى وجعلته يتخذ مضامين متعدده لمعالجة نقائص المجتمع  التي لم يطرقها ويتحدث عنها الا الشعر الشايقي مثل مشكلة العنوسة ومشكلة الفئات الضعيفة في المجتمع (اللقطاء والمتخلفين عقليا والغجر )واندماجهم في المجتمع بالاضافة لذلك يعتبر شعراء تلك الفترة  قدحفظوا تراث المنطقة  باشعارهم ووثيقوا لحياة الاجتماعية  بكلفة احوالها وغيرها من التراث.
واختتم البروفسير  فترات الشعر الشعبي  الشايقي  بالفترة الرابعة  ويصد بهاالفترة الحالية التي نعيشها الان وهي فترة  الشعراءالشباب التي تميزت بالقوالب الشعرية الحديثة  ونسق متنوع من الاخيلة والمعاني وان كانت سارت علي نسق التجارب الاولي للشعر الشعبي الشايقي حيث اصبحت المفردة تخاطب جمهور  واسع يريد ان يعرف الثقافة الشايقية  وتاثرت بالحداثة التي طرأت علي المجتمع عامة وغابت فيها المعاني التراثية المعقدة التي يصعب فهما علي  الانسان من خارج المنطقة الجغرافية واخذت فيه المفردة  طابعها القومي ويذكر من شعراء تلك الفترة  عبد القادر محمد، خالد شقورى وحاتم حسن الدابي والفاتح ابراهيم بشير وسفلة وخالد الباشا وعثمان عوض ضرار واخرين كثر لايمكن احصائهم في هذه العجالة .
وحظيت  المحاضرة بمداخلات من الجمهور وكانت اضافة حقيقية  لموضوع المحاضرةواثراء النقاش حيث تحدث دكتور حسن احمد طه الامين العام للهيئة حديث العارفين ذكرا ان  كثرت المفردات النوبية في اشعار الشايقية يعزوها لسببين
الاول ان دخول العرب السودان وهم بدو وليسوا بزراع  ام يستطيعوا في تغير مفردات الزراعة لذلك اصبحت المفردة النوبية طاغية علي الزراعة ،اضافة لان الداخلين من العرب كانوا ذكورا تزوجوا بالنوبيات لذلك من الطبيعي  تكثر اللهجة النوبية لدي  المواليد الجدد( الشايقية).
والسبب الثاني ان دخول الاسلام في السودان جعل الرجل يهتم بالفقه الذكورى دون الفقه النسوى لذلك احتفظت المرأة الشايقية بموروثاتها الشعبية النوبية مثل الجرتق والرحط والضريرة وغيرها من الطقوس النوبية القديمة في الاجتماعيات.
واختتمت المحاضرة بقراءة نماذج من اشعار الشايقية في الفترات المختلفة بصوت الاستاذ امير رزق بعد ان عقب علي محاضرة البروفسير .