الخميس، 6 أكتوبر 2016

🌴لو رجعت وايديني فاضي 🌴
العطالة
كلمات  الراحل محمد الحسن سالم حميد
لحن وغناء الراحل يسن عبد العظيم
هذه من القصائد الاولي التي نظمها الراحل حميد في سبعنيات القرن الماضي وكانت بعد فترة دراسته في عطبرة وتخرجه من المدرسة الثانوية، وبحثه عن الوظيفة في الخرطوم ولم يتمكن ونظم هذه القصيدة واصفا حاله وشعوره  .
تغني بها الراحل يسن عبد العظيم في ثمانيات القرن الماضي عقب التقاءه بالراحل حميد وتغني بها بعد نادوس التي تعتبر اول تعامل بين الاثنين.
نرى ان بدايات حميد في النظم لاتختلف عن كل فترات نظمة المتاخرة وهذه ميزه تميزه عن خيره.
حميد يبدأ قصيدته بالتحسر والشوق للبلد والاهل ولكن تقف امام شوقه الظروف والعطالة ، قائلا في مطلع القصيدة:
إن رجع وايدني فاضي
يابا ما راح تبقى راضي
والبلد ما بتبقي راضي
ونفسي ماراح تبقي راضي
والنخيل الكان بشابي
يهش ينادي يصد يقبل مني غادي
والدروب الكان بتفتح ضفتين
احضانها نادي
عليها اهة تسب خطايا
تكب ترابها علي قفايا
تقوم تعتر لي جوادي
والقلوب الكان بتفرح
تكشح الشوق في الايادي
جيتي ليها بلا ابتسامة
تبقى زي جيت الغمامة
للاراضي الغبشة فاضي
يا نخل ياطين سلام
يا غلب في المغربية
لما تتزمر صبية
والا حبوبةً قبيلك
باركة لي امي الشهادي
في التراب الراجي ليا
تنقلب بي شد عليا
وتنكسر قدر الولادي
يا غلب لو عدت فاضي
للغمت في ايدي موادع
او عصر حق الزوادي
يا بحر مابي الزيادي
يانخل ياطين سلام
ياضراع في التقله يكدح
يامدارس ياحدادي
ياغبش صر ياغلابة
يامقاطيعاً في وادي
وضالتن ضلت في وادي
وادي كفرن فيني شعوت
خيل قراطيسي ومدادي
من مداين غيمة دافق
نيل سلام يروي البوادي
او يبل ريق امي يمة
شوقي جاي اشواقي غادي
رغم شوقه وحنينه للبلد وهذا يظهر في وصفه للبلد بتفاصيلها ساردا ماذا يحدث في يومها هكذا
مشتهيكن نشتهيكن
في صهاري ايامي يلمع
في ضلاما يبق وشيكم
وفي خطاوي الناس بفتش
لو اصادف يوم مشيكم
وحد ما اعاين في عيونن
ما الاقي متل عيونكم
وغربل الالوان وحاتكم
ما لقيت يا يمة لونكم
ما انتو لونكم لون بلدنا
لون جناينها لون سماها
لون ترابا و لون نخيلا
لون قماريها وهديلا
وضفتينا الماسكا نيلا
وبينا هادر زي مسيره
انتو صوتكم صوت بلدنا
صوت تواريخا وضميرا
وصرختو الداوية العزيرة
وباقي زي نار الهجاير
 في حطب  غابة الظهيرة
حس شروقا الفي عروقا
حس جداولها في شتيلا
حس بهايما في المغارب
و النسيمات الهميلا
حس وليداتا وغناهن
فوق عميرن ليلة ليلا
يسالو القمر النجميات
عن شيليلا ويا شليلا
يا شليل ما شف بطانآ
هد ظلم الدنيا حيلا
يجروا عاجين الشوارع
واحليلي ويا حليلا
ياحليلكم بشتهيكم
انسي وارجع بشتهيكم
إلا عاد كيفن بجيكم
مشتاق لهم بكل تفاصيلهم ولن يستطيع الحضور والحضور، لاتكبله قيود غير العطالة التي تؤرقه وتجعله ، خائفا مترددا في حضوره
وماني شايل الجيت عشانو
عشانو فارق ضو عينكم
عايز اقولك بي صراحة
من وصّل ما جاتني راحة
جاري فوق الفوق افتش
للشغل ما سبت ساحة

وتتجله بلاغة وحكمة حميد  وهو في بداياته بهذه التعابير العجيبة في هذه الابيات
كم برد جا إتغطي بي
وكم هجير سواني واحة
كم شمس صحيتا قامت
ما لقت فردة جناحا
والرياح بالليل تعافر
تورت في الذات جراحا
كعادته يضرب الامثال بطريقة تجعل المثل كأن هو قائله الاول وينظمه بين ابيات قصائدة حتي يصير جزء منها ولاتشعر بغرابته بينها
وكان حبيت العرجي قالت
ما ح ترجع لي مراحا
يواصل حميد سرد حاله لأمه ويشكي لها ضعفة وقلة حيلته وضياعه وفي نفس الوقت يقدم رسائل للكل او لكل من يواجهه ظرف (العطالة) قائلا:
في بحر ممسوح مأسي
شاقي تحلم بالمراسي
ما الشغل يا يمة قاسي
الفراغ يايمة قاتل
في انتظار ما عندو رحمة
وكل شي بيناتو زحمة
البرد يايمة كافر
وصيف غريب ماضاقلو نسمة
وكم بطون احلاما لقمة
وكم بيوت انوارا ضلمة
ياني زيك بين يودر
بالو يضهب ضمة ضمة
يما يتعب حالو يصعب
ما المعايش قاسي يمة
اختلفت لغته عندما خاطب ابيه تغيرت الكلمات والالفاظ وهنا تتجلي حرفة حميد في اختيار االالفاظ والاقوال للشخص المناسب في المكان المناسب ، ممكن نسميه(فن الخطابة) عند حميد
يابا يالكدح المضارع
ياوتر نغم الطواري
المدن شرقت غنايا
توكت صوت الغفاري
 النفس الديني حاضر في كل اشعار حميد ويبدو انه حفظ الكثير من الاحاديث والتاريخ الاسلامي انظر ، هنا منبه لمصيبة البلد التي يذداد فسادها وتقل مكارمها واخلاقها
وادت اولاد الحرام
الكرابيج و الامارة
ميضنة جامعنا تنقز
ما تصل كتف العمارة
وحميد يشخص المشكلة الازلية في مجال التوظيف السوداني والتي بدات قبل حميد واستمرت في وجوده وتسير بخيلاء خلفه الان ويقول متحدث مع ابيه الرمزية للحق
وارخي اضانك يابا ليا
ساعة اقولك بي بساطة
هنا الشغل داير وساطة
ومن وسيط قاموسي خالي
والمكاتب من تشوفني
تصفد البابين قبالي
ويؤكد لوالده بانه لم يتوظف ولن يتوظف مادامت المحسوبية موجوده بل يسال مستغربا ولا ينتظر الاجابة، بعبارة عجيبة
ما اتملت بي الفيها فاضت
وما غريبآ مالا مالي؟
ياسلام رغم عن ذلك يتفائل ويحلم بتحقيق العدالة وعودة القيم والمثل للحياة بقوله
وما حارجع يابا لالا
لا حاهاجر الا تالا
نجمتين خاتك في بالا
نجمة للخير والجمال
واحدة للحق والعدالة
ما انت عارف اني حالف
بالكسالى المو كسالى
بابتهالات العطاله
بي جريهم في هجاير
بقت النار من رمالا
بالبلد بى الشالو شيلن
وفي وجيعتا قالوا لا لا
بانتظاركم طول نهاركم
شرقت الشمس وزوالا
حميد هنا يبدع في تشبيه الحنة بالزبالة وليس العكس كعادة حميد يشبه المحسوس بالغير محسوس ويستعيض عن كل االكلام بلفظة لاتقال الا للحنة، انظروا

بالصغار المرة تفتل
ومرة تجلب في حبالا
وبالايادى الياما شادت
ناقشة عزتا بالزباله

يحيرك حميد في ربط التعايش الديني والتعليم ومطالبته بالنظر  له هذه القيمة المفقودة في كثير من المواقع ،حميد منذ سبعينيات القرن الماضي، هو نفسه حميد اليوم شئ عجيب اليس هو واقعنا الان ماتصوره هذه الابيات
بي كنايسنا اليتيمة
وكوم جوامعنا الثكالى
وبي مدارسنا العليهم
دقت اجراس الدلالة
بي جدودنا الماتو ساكت
يابا بالضايعين همالا
والغريب ان حال الاقتصاد اليوم في البلد يشابة الحالة اليوم اذ فقد المحصول الرئيسى قيمته وسيطرته علي السوق وتؤكده هذه الابيات
بي تميراتن تضادي
لاحيت لا موتا شالا
بي مشاريعنا البتحلم
زي عوانس راجية يوم جية رجالا
بي خضارنا القام مهضلم
عينو موية النيل قبالا
بي بكية اختي البترضع
والضياع واقف قبالا
بي تويب امي المفضل
خير وشر ساتربو حالا
بنكرب يايابا واصبر
رغم انها ماها حالا
رغم انفك يا عوارض
يا تفاهات ياسفالة
حميد يأب الذل والمهانة بالرغم من كونه عاطل ،حميد لايمل داعيا لعدم التذلل و الانكسار مهما كان يعانيه الانسان من التعب والضنك، حميد  يدعو للشموخ والعزة

ما ح اركع ما ح اسجد
ما ح اعبد للخمالة
وبنكرب يا انتو واصبر
رغم انها ماها حالا
وكان حفاير الصبر قلت
في الضلوع بحفر لي دالة
هكذا حميد في كل كتاباته لايهتم بنفسه ولايعبر عنها الا من خلال الوطن والبلد والقيم ،حميد حي يمشي بيننا وسيظل ، لك الرحمة والمغفرة ياحميد.
    📝امير رزق فرج
من صفحات (اغاني الغبش)
📙📘📗📒📚