الخميس، 16 أكتوبر 2014

مقارنة نظم التعليم فى العالم


نظام التعليم فى بريطانيا


بريطانيا في سطور
الموقع والمكانة: تتألف بريطانيا من ثلاثة أقاليم هي إنجلترا وويلز واسكتلندا، بالإضافة إلى إيرلندا الشمالية، وتقع جنوب غرب أوروبا قبالة الساحل الشمالي الغربي لقارة أوروبا.
لقبت بسيدة العالم القديم أو بريطانيا العظمى ، لأنها اعتبرت في القرن التاسع عشر القوة البحرية والصناعية الأولى في العالم، وقد تمكن البريطانييون من السيطرة على ما يقرب من ربع مساحة العالم، ولكن هذه القوة تراجعت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.
برزت بريطانيا كقوة عظمى بعد هزيمة فرنسا في الحروب النابليونية، واستمرت كقوة بارزة حتى منتصف القرن العشرين، بعد ظهور الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
شهدت بريطانيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ثورة صناعية هائلة أدت إلى تطور كافة مجالات الحياة من تعليم، وصناعة وتجارة.
النظام السياسي في المملكة المتحدة نظام ملكي دستوري، حيث تتولى الملكة اليزابيث الثانية العرش كمنصب تشريفي ليس لديه صلاحيات تذكر، بينما تتولى الحكومة إدارة الشئون الخارجية والدفاع، كما يمتلك برلمان المملكة المتحدة سلطة التشريع بالنيابة عنها.
الديانة السائدة في بريطانيا هي الديانية المسيحية، إلى جانب الديانة الاسلامية التي تنتشر في أوساط المهاجرين الذين استقروا في بريطانيا من جنسيات مختلفة، ويوجد كذلك ديانات أخرى كاليهودية، وبعض المذاهب الهندية.
المناخ.. جو المملكة المتحدة سريع التغير، ويصعب التكهن بمساره، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، وسماؤها غائمة في معظم الأوقات ويسقط المطر في معظم فصول السنة.
الاقتصاد، تعتبر بريطانيا قوة رائدة في التجارة العالمية وأحد المراكز المالية الهامة، نظامها الاقتصادي الرأسمالي واحد من أكبر النظم الاقتصادية في العالم الغربي.
اللغة السائدة هي اللغة الانجليزية، مع وجود بعض اللغات المحلية الأخرى، مثل الويلزية، والاسكتلندية.
خصائص التعليم البريطاني
ديمقراطية التعليم.. حيث يتم منح الإدارة المدرسية والمعلمين الحرية في تنظيم المدرسة، كما يمنح جميع الأفراد فرص متساوية في التحصيل الدراسي بغض النظر عن الدين، اللون، الجنس، الطبقة الاجتماعية
الطبقية في التعليم المدرسي..فهناك التعليم الخاص لأبناء الطبقة الاستقراطية، وهناك التعليم الجيد الذي يوفر لعامة الشعب
إلزامية التعليم العام.. يتميز التعليم العام المدرسي في بريطانيا بطول فترة التعليم الإلزامي التي تصل إلى 11 سنة
التركيز على الجوانب العملية التطبيقية.. حيث احدثت الثورة الصناعية في بريطانيا منذ القرن الثامن عشر تغيرات هائلة في نظام التعليم، تمثلت بتحول البرامج والمناهج الدراسية من الجانب النظري إلى الجانب العملي التطبيقي
الاعتدال في التنوع.. ويرجع ذلك إلى السياسة التعليمية التي تجمع بين المركزية واللامركزية في نظام الحكم للبلاد
المسئولية الشعبية عن التعليم.. يساهم الشعب بمؤسساته المتنوعة مساهمة فعالة في إدارة التعليم والإشراف عليه، ويرجع ذلك إلى سيادة النمط الديمقراطي في الحياة السياسية باحترام وتقدير جميع الأفراد
توفير التعليم الديني.. تضم بريطانيا في تشكيلتها السكانية أجناس واعراق مختلفة تحمل أديان وفلسفات متنوعة، مما دفع النظام التعليمي إلى توفير تعليم ديني رسمي في المدارس العامة.
حرية المدارس الخاصة والطائفية.. لا تضع السلطات التعليمية أي عقبات في سبيل انشاء هذه المدارس، بل تدعمها وتجعلها جزء من النظام التعليمي
 أهداف النظام التعليمي
تهيئة نظام التعليم وأوعيته بالصورة التي تتيح للطلاب إمكانية تحصيل المهارات والمؤهلات بأرقى المستويات
تنمية المهارات العقلية لدى الأطفال، وتشجيعهم على البحث، وتطوير قدراتهم على السؤال والمناقشة بصورة منطقية
إعداد الأطفال واليافعين لتحمل المسؤولية في غدهم، ومساعدتهم على فهم مجريات الحياة في العالم من حولهم
غرس احترام القيم الاجتماعية والوطنية والأخلاقية في نفوس الأطفال، وتعويدهم التسامح مع الأجناس والديانات الأخرى
مساعدة الأطفال على استخدام اللغة بكفاءة واقتدار، قراءة وكتابة وتحدثاً، ودعم وتطوير النزعة إلى المعرفة والاستيعاب في جميع المواد الدراسية
تشجيع التعليم المستمر، بحيث يتمكن الطلاب من استخدام مهاراتهم ومعارفهم للتنافس بفاعلية في عالم العمل المتغير
رعاية الأطفال المعوزين والمحرومين وذوي الاحتياجات الخاصة، وإتاحة سبل ووسائل الدراسة والتعليم لهم
تطوير إطار مرجعي متماسك، ذي مؤهلات وطنية راقية لجميع الأعمار
تشجيع أصحاب العمل على الاستثمار في المهارات التي يتطلبها سوق 
مراحل التعليم فى بريطانيا
أولاً: التعليم ما قبل المدارس الإبتدائية 
تستقبل الطلاب من عمر (3-5) سنوات مرحلة مجانية و لكنها غير الزامية تتنوع من حيث الجهة المشرفة عليها و المؤسسات الملحقة بها
مناهجها مرنة متنوعة بهدف تهيئة الطفل للتعلم و تدريبه على ممارسة السلوك الاجتماعي السليم
لا يزيد عدد الأطفال في مدارس الأطفال عادةً عن أربعين طفلاً مع وجود عدد كبير من المختصين المؤهلين.
تشترط السلطات التعليمية أن يكون كل الطاقم العامل من الإناث
طرق التدريس المتبعة للأطفال هي التعلم عن طريق اللعب والغناء وسماع القصص الهادفة
ثانياً: التعليم الإبتدائي
ينقسم إلى قسمين
1. مدارس الأطفال (5-7)
2. المدارس الابتدائية (7-11)
مرحلة مجانية، وكذلك إلزامية وهي بداية المرحلة الإلزامية في نظام التعليم البريطاني.
برامج دراسية منوعة تشمل التربية الدينية، و تهدف إلى إعداد المواطن الصالح
لا توجد كتب ملزمة، و تحدد المدرسة و المعلمون الكتب المدرسية و طرق التدريس
يعتمد التدريس على طريقة تشجيع البحث والإبتكار لدى الطلاب، وليس على مجرد الحفظ والتلقين
تنتهي هذه المرحلة باختبار يعرف (+11)
نظام اليوم الكامل حيث يقضي الطفل في المدرسة حوالي سبع ساعات يومياً، الذي يبدأ من الساعة التاسعة حتى الثالثة والنصف
تتحمل المدرسة المسؤولية الكاملة عن التعليم حيث يتم تخفيف الإمتحانات لتقليل الضغط النفسي على الأطفال كما يتم كذلك تخفيف الواجبات المنزلية بدافع احترام حقوق الطفل
الترفيع الآلي للطلاب، فلا يوجد رسوب وإن كان مستوى الطفل أقل من مستوى أقرانه يتم نقله معهم مع العناية الخاصة به.
تعتمد كل مدرسة منهجها الخاص، والمناهج عموماً تركز على البحث وتشجيع القراءة وخصوصاً قراءة القصص الهادفة
ثالثاً: التعليم الثانوي 
بموجد قانون بتلر تمتد فترة الدراسة في المرحلة الثانوية من سن الحادية عشرة حتى الثامنة عشرة، وتنقسم إلى قسمين:
1. الثانوية العادية.. مدتها خمس سنوات، وتنتهي عندها مرحلة التعليم الإلزامي.
2. الثانوية الرفيعة.. مدة الدراسة لها سنتين، ويشترط الحصول عليها للدراسة الجامعية.
يتكون التعليم الثانوي في بريطانيا من أربعة أنواع من المدارس تختلف فيما بينها من حيث سياسة قبول الطلاب و تأتي حسب الترتيب
1- المدرسة الثانوية العامة ( الأكاديمية)
وهي أقدم أنواع المدارس الثانوية في بريطانيا وتحظى بمكانة اجتماعية كبيرة لأسباب تاريخية.
تقوم على سياسة الانتقاء حيث تقبل الصفوة من الطلاب الذين يمثلون تقريبا 20% من عدد الطلاب الذين يدرسون المواد ذات الطابع الأكاديمي.
يحصل الطالب على الشهادة الثانوية بمستواها العادي إذا توقف عند السنوات الخمس الأولى، وعند اكمال السنتين التاليتين يحصل الشهادة الثانوية بمستواها الرفيع.
2- المدرسة الثانوية الفنية
تحظى أيضا بمكانة كبيرة و تحصل على نسبة من أحسن التلاميذ الناجحين في امتحان القبول، يلتحق بها الطلاب ذوو الميول الفنية.
تقدم المدرسة المواد النظرية بالإضافة للمواد المهنية والفنية الخاصة بالصناعات والحرف، وتؤهل هذه المدرسة طلابها للدراسات الفنية العالية.
3- المدرسة الثانوية الحديثة
أنشئ هذا النوع من المدارس بموجب قانون بتلر سنة 1944، ويلتحق بها الطلبة العاديين في مستوياتهم التحصيلية.
يجمع المنهج بين المواد النظرية و المهنية، بالإضافة للمواد الخاصة بأعمال السيكرتارية والإدارة.
تعاني من بعض المشاكل مثل انخفاض مستوى التعليم،بسبب اختلاف قدرات التلاميذ وضعف مستوى المدرسين، ونقص الخدمات التعليمية.
تراجع هذا النوع من المدارس أمام الإنتشار الواسع للمدارس الثانوية الشاملة حيث أصبحت هي النمط الشائع للتعليم الثانوي في بريطانيا
4-المدرسة الثانوية الشاملة
يمثل هدا النوع حاليا الصورة الحديثة المطورة في التعليم الثانوي البريطاني و التي تبني انشاءها حزب العمال.
تقبل المدرسة الشاملة جميع الطلاب دون تمييز مع اختلاف ميولهم و قدراتهم و مستوياتهم 
تقدم المدرسة الشاملة برامج دراسية اكاديمية و مهنية متنوعة 
تحقق المدرسة الشاملة تكافؤ الفرص للجميع و تقضي علي الفوارق الاجتماعية
الادارة و الاشراف علي التعليم
بريطانيا احدي الدول الرأسمالية التي تقدس الحرية الفردية و كان لهدا المبدأ اثره على الإدارة التعليمية، حيث تم منح الفرصة لجهات متعددة بالإشراف على التعليم وإدارته. 
تجمع ادارة التعليم في بريطانيا بين المركزية و اللامركزية، وهذا أدى بدوره إلى التنوع المعتدل للنظم التعليمية وتعدد أنواع المدارس، وتحقيق تكافؤ الفرص لجميع الأفراد.
يمثل قانون بتلر خلاصة اصلاحات التعليم في بريطانيا، وقد أعطى هذا القانون الطابع النهائي لنظام التعليم، حيث قام بتنظيم توزيع مسؤوليات الإشراف على التعليم بين الحكومة والسلطات المحلية.
دور وزارة التربية و التعليم
السلطة المركزية تتمثل بوزارة التربية و التعليم التي يمثلها وزير التربية و هو مسئول امام البرلمان و لا يستطيع سن القوانين الا بعد اقرارها من البرلمان
يساعد الوزير في متابعة السياسة التعليمة جهاز يضم مفتشي صاحبة الجلالة و تقوم بالتفتيش علي المدارس و تقدم المشورة للوزارة فيما يتعلق بأمور التعليم
يساعد الوزير مجلس التعليم الاستشاري الي جانب هيئات مستقلة اخري ويساعده مدراء و وكلاء
السلطات المحلية
تتولى مسؤلية وضع خطة التعليم، إنشاء المدارس والكليات، صيانة المدارس وتقديم الخدمات للطلبة، وتعيين المعلمين ومدير المدرسة. 
يقوم مدير التربية و التعليم المحلي بإدارة التعليم و تمويله في منطقته ضمن الاطار العام الذي تحدده التشريعات التعليمة و تعليمات وزارة التربية.
تتابع المنظمات الطوعية و اتحاد المعلمين في رسم السياسة التعليمية في البلاد.
التفتيش
· التفتيش هو نظام للتقويم و المتابعة بهدف تطوير و ترقية العمل بالمدارس، ويتيح الفرصة لمجلس الإدارة في المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور والمجالس المحلية بالوقوف على مستوى أداء المدرسة والمساهمة في تطويرها.
يتبع جهاز التفتيش البرلمان مباشرة و يرأسه مفتش ملكي بدرجة وزير، ويتبع الجهاز مكتب المعايير التربوية.
يتم التفتيش ضمن آلية و توقيت معين، ويتم اختيار المدرسة عبر الحاسوب، ويتولى التفتيش فريق يتراوح عدد أفراده بين 15 – 20 مفتش حسب حجم المدرسة.
ويرفع التقرير الي رئاسة مكتبة جلالة الملكة، كما ترس نسخ منه إلى مجلس إدارة المدرسة ومدير التعليم المحلي.
يشمل التفتيش المدارس الخاصة و الطائفية.
إذا حكم فريق المفتشين على مدرسة بالضعف أو الفشل في تطبيق المعايير المحددة يرفع التقرير إلى المكتب ويقرر الفريق إعادة التفتيش للمدرسة مرة أخرى.
تمويل التعليم
· •السلطة المركزية من خلال المساعدات التي تقدمها وزارة التربية و التعليم بنسبة 60%
الضرائب المحلية التي تقوم السلطات المحلية بتحصيلها و تغطي 40% من نفقات التعليم

نظام التعليم فى تركيا
يتكون النظام التعليمي في تركيا من جزأين؛ التعليم النظامي والتعليم الشامل.مراحل ما قبل المدرسة والتعليم الابتدائي، التعليم الثانوي، التعليم العالي تشكل أساس التعليم النظامي.التعليم الشامل من ناحية أخرى، مستقل عن مراكز التعليم الرسمي ويشمل التربية الوطنية ومراكز تطوير المتدربين والجامعات المفتوحة والكليات المجتمعية.
في تركيا، ينظم النظام التعليمي العالي ويراقب من قبل مجلس التعليم العالي الحكومي التركي. يسمح القانون بالجامعات الحكومية و الجامعات الخاصة غير الهادفة للربح (جامعات مؤسساتية)، ومع ذلك، لا يوجد جامعات الخاصة هادفة للربح في تركيا.
رياض الأطفال، والمدارس الابتدائية والمدارس المتوسطة والمدارس الثانوية هم أساس التعليم الإلزاميمن ناحية أخرى، تتضمن المراكز الأخرى للتعليم مراكز التربية الوطنية، والمدارس المهنية والجامعات المفتوحة والكليات العامة.
كل مواطنين الأتراك الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 سنة يجب أن يذهب إلى المدرسةفي عام 1997، تم زيادة فترة التعليم الألزامية من خمس إلى ثماني سنوات. ويشمل التعليم الإلزامي خمس سنوات من التعليم الابتدائي، وثلاث سنوات في المدرسة الاعدادية (لا يزال يسمى التعليم الأعدادي في النظام التعليمي التركي)، وأربع سنوات من المدرسة الثانوية. يمكن للتعليم المدرسي يزيد بنسبة سنة واحدة إذا كان لدى المدرسة سنة تحضيرية.بعد المدرسة الثانوية يبدأ الطالب أربع سنوات من الحياة الجامعية. في نهاية السنوات الخمس من المرحلة الابتدائية وثلاث سنوات من الدراسة الثانوية تصدر شهادة للطالب.
ويشمل المنهج الأساسي اللغة التركية والأدب، والرياضيات، والدراسات الاجتماعية، والعلوم، الحقوق المدنية والإنسانية، وتاريخ الجمهورية التركية وإصلاحات أتاتورك، واللغات الأجنبية (الإنجليزية، الفرنسية أو الألمانية)، وتعطى مهام فردية وجماعية، باللإضافة للدين، والثقافة والأخلاق الفنية / والعملية، والموسيقى، والتربية البدنية واللوائح المرورية والإسعافات الأولية، والتوجيه، ومواد آخرى أختيارية. في المدرسة الابتدائية هناك نظام الدرجات من خمس نقاط.
ويشمل نظام التعليم العام في المدرسة الثانوية، مدرسة ثانوية عامة ومدارس الثانوية مهنية وتقنية. من الفترة 2005-2006، ارتفعت فترة التعليم الثانوي من ثلاث إلى أربع سنوات.
في نهاية المرحلة الثانوية (الصف الثاني عشر) يخضع الخريجين لامتحان القبول الوطني  (OSS)، إذا كانو يرغبون في الحصول على تعليم عالي ودراسات عليا، فيمكن للطلاب الإلتحاق بالتعليم المفتوح أو برنامج التعليم عن بعد أو الوصول إلى الجامعة. جميع الطلاب لديهم الفرصة لإجراء الأختبار. يمكن لأي شخص يريد أن يذهب إلى الجامعة إجراء الامتحان، بغض النظر عن العمر (المهم الحصول على التعليم الثانوي كاملاً). يمكن لخريجي المدارس الثانوية تقديم الامتحان بالموضوعات التالية: العلوم، والأدب، والرياضيات، والدراسات الاجتماعية، واللغات الأجنبية، والفن، أو التربية البدنية. هؤلاء الطلاب لديهم الفرصة لاختيار الاتجاه تمشياً مع الكفاءات الأساسية. ومع ذلك، إذا اختاروا اتجاه مختلف من جوهرياً، سوف يخسرون نقاطاُ. التعليم الثانوي الكامل مع دراسة متعمقة للعلوم لا تقدم سوى المجال العلمي ذو الصلة.                                                                     
هناك عدد مجموعه أكثر من ستين جامعة باستثناء الجامعات الخاصة. يرغب الطلاب بالدراسة في الجامعات ذات السمعة الطيبة باختصاصات ذات سمعة جيدة للنجاح في المستقبل. هذا هو السبب  الذي يجعلهم يبدؤن بالدراسة لامتحانات القبول عامين مقدماً، مع أخذ دروس خصوصية أيضاً. ومع ذلك، فقط 1/3 من الطلاب يمكنهم الاستمرار بالجامعة الحكومية التي يختارونها. والبعض الآخر يذهب إلى الجامعات الخاصة، شريطة أن يكونوا يستطيعون تحمل تكاليفها، يمكن أيضاً أن يحصلوا على منح دراسية من جامعة خاصة. كما يمكنهم البدأ بالعمل، أو الانتظار لمدة عام واحد لاعادة الامتحان، وبعض الآخر يقوم بالخدمة العسكرية.
مستوى الدراسات الغير الجامعية ما بعد الثانوي (التقنية / المهنية): لا يوجد مستوى دراسات غير الجامعية ما بعد المرحلة الثانوية في نظام التعليم العالي التركي. تستمر الدراسات العليا التقنية والمهنية ما بعد الثانوية في المدارس العليا لمدة أربع سنوات وسنتين في المدارس المهنية العليا التابعة للجامعات. توفر درجة في مجال التدريب المهني في مختلف المهن، وتمنح بعد الانتهاء من سنتين دبلوم الدراسات العليا. وتمنح شهادة بعد الدراسة الجامعية لمدة أربع سنوات.
المستوى الأول من المرحلة الجامعية – الدبلوم / البكالوريوس: الدورات التي تؤدي إلى الحصول على درجة البكالوريوس تتطلب حداً أدنى من الدراسة الجامعية أربع سنوات. وتمتد الدورات لمدة خمس سنوات في طب الأسنان والطب البيطري و ست سنوات في الطب البشري. في الطب البيطري، يمنح الطبيب البيطري من المؤهلات المهنية اللازمة. في طب الأسنان، تمنح الشهادة بطب الأسنان عند الانتهاء من الدراسة خمس سنوات. في الطب، يتم تأهيل الطبيب بمؤهلات طبية رفيعة المستوى. يمكن لخريجي الطب، الطب البيطري وطب الأسنان التقديم مباشرة على دكتوراه / برامج دكتوراه في تركيا. وتعتبر هذه المؤهلات في مجالات الدراسية الثلاث لتكون ما يعادل دبلوم الماجستير (درجة الماجستير).
المستوى الثاني من المرحلة الجامعية - دبلوم دراسات عليا / ماجستير في العلوم: دبلوم الماجستير (درجة الماجستير) يستمر لمدة سنتين مع أطروحة، ولسنة ونصف بدون أطروحة.
المستوى الثالث من المرحلة الجامعية – شهادة الدكتوراه / درجة الدكتوراه في العلوم / دكتوراه بالتخصص الطبي: يجب على المرشحين لنيل درجة الدكتوراه أن يكونو حاصلين على درجة الماجستير وان يجتيازو امتحان. وتمنح درجة الدكتوراه بعد سنتين من الدراسة والانتهاء من أطروحة الدكتوراه (أي ما مجموعه أربع سنوات). وتمنح شهادة التخصص الطبي (درجة تخصصية في الطب) لتبرهن على مهارات الطبيب وخبراته.وهي معادلة لدرجة الدكتوراه.
التدريب لمعلمي المدارس الابتدائية وما قبل الأبتدائية: مدرسو المدارس الأبتدائية يتم تدريبهم في الجامعات وعليهم أن يحصلوا على درجة البكالوريوس.
تدريب معلمي المدارس الثانوية: يتم تدريب معلمي المدارس الثانوية في الجامعات حيث يجب أن يحصلو على شهادة بكالوريوس.
تدريب أساتذة التعليم العالي: وفقاً لقانون التعليم العالي (المادة 35) فأن مؤسسات التعليم العالي هي المسؤولة عن تدريب الموظفين الأكاديميين الخاصين بها، سواء في الداخل أوالخارج. هناك معايير متفاوتة لتعزيز أعضاء هيئة التدريس.
الدراسات غير التقليدية: يتم تقديم التعليم عن بعد في كلية التعليم المفتوح من جامعة الأناضول. الدخول هو على أساس تنافسي من خلال امتحان القبول المركزي في الجامعات (OSS). تستمر الدورات لسنتين أو أربع سنوات.
نظام التعليم فى امريكا
نظــام التعليم في أمريكا نظام" لا مركزي" ، ولهذا السبب فان القوانين التي تحكم هيكل ومضمون برامج التعليم تتنوع بدرجة كبيرة ما بين ولاية وأخرى ، ومع ذلك تبدو هذه البرامج متشابهة بشكل ملحوظ بسبب العوامل المشتركة بين هذه الولايات كالحاجات الاجتماعية والاقتصادية والتنقل المتكرر للطلاب والمعلمين من ولاية إلى أخرى ومن ثم فإن التجريب والتنوع في كل ولاية لا يعوق دون ظهور شكل عام للنظام التعليمي في أمريكا. 
والتعليم العام إجباري في الولايات المتحدة الأمريكية ومجاني في كافة المدارس الحكومية ويبدأ عادة من سن السادسة أو السابعة وحتى سن السادسة عشر وإلى أن يستكمل الطالب دراسة المرحلة الثانوية التي تنتهي في الصف الثاني عشر أما بالنسبة للمدارس الخاصة فيسمح لها بالعمل وفق تراخيص خاصة وقواعد تتبع لإعتماد هذه المدارس من قبل الولاية التابعة لها 
يتـــم التدريس في معظم صفوف الدراسة باللغة الإنجليزية ، إلا في المدارس التي يوجد فيها كثافـة عالية من الطلاب الذين لا تكون لغتهم الأولى هي اللغة الإنجليزية وفي هذه الحالة يتم تدريس المناهج بلغة غير اللغة الإنجليزية مع تكثيف تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها إلى أن يصبح الطالب مؤهلا للدراسة في الفصول العادية التي تقوم بتدريس مناهجها باللغة الإنجليزية 
نظام التعليم فى الصومال
بدأت مدارس القرآن الكريم تنتشر في العديد من المدن الصومالية بوصفها ظاهرة ثقافية وتربوية طرأت على الساحة التعليمية في البلاد، لتصبح نموذجًا تعليميًّا إلى جانب ما كان يعرف سابقا بالخلاوي القرآنية.

ومدارس القرآن الكريم هي مدارس تتكون من المرحلة الابتدائية والإعدادية وتزاوج بين التعليم النظامي الأساسي، وبين تعليم القرآن الكريم وعلومه وفق إطار منهج تعليمي متكامل تشرف عليه وزارة التربية والتعليم الصومالية.

ويعتبر الدكسي (الكُتّاب) المحضن التربوي والتعليمي الأول عند الصوماليين، حيث ترسل إليه الأسر الصومالية أولادها الصغار في المدن والأرياف لحفظ القرآن وتعلم أساليب القراءة والكتابة كمرحلة دراسية أولية قبل الانضمام إلى المدارس الرسمية.. لكن الدكسي يواجه الآن منافسة قوية من قبل دور القرآن المنتشرة في المدن الصومالية.
وبحسب إحصائيات صادرة عن هيئة اليونسيف عام 2003، فإن عدد الخلاوي القرآنية المنتشرة في الصومال كان 13000 خلوة قرآنية.
وفي عام 2002 ظهرت فكرة دور القرآن الكريم، وتهدف الفكرة إلى تعليم الأطفال القرآن الكريم مع توفير المنهج الدراسي في المرحلة الأساسية، ويبلغ عدد المنتسبين إلى دور القرآن حسب الإحصائيات الرسمية 11200 يدرسون في 140 مدرسة منتشرة في أنحاء البلاد.
ويقول عبد الله علي حبر مدير قسم التعليم الأساسي في وزارة التربية والتعليم الصومالية إن وزارته تشرف على سير عمل مدارس القرآن الكريم في البلاد، معتبرا تلك المدارس ضمن مؤسسات التعليم الأهلي في الصومال.
وأشار حبر في حديثه للجزيرة نت إلى أن وزارته تجتهد في توفير مناهج دراسية لمدارس القرآن الكريم وغيرها من المدارس الأهلية في الصومال، مع حرص وزارته على إعطاء دورات تدريبية بصورة خاصة لمديري دور القرآن، وهو جزء من إستراتيجية وزارته في دمج مدراس القرآن ضمن منظومة التعليم في الصومال.
وتعد مدرسة دار القرآن لتحفيظ القرآن والتعليم الأساسي في بوصاصو التي يدرس فيها 1668 طالبا أول مدرسة تطبق هذا النظام المعروف عند وزارة التربية والتعليم الصومالية بـ"نظام التعليم التكاملي" الذي يمزج بين التعليم النظامي ودراسة القرآن الكريم في إطار منهج دارسي متكامل تشرف عليه الوزارة.
نجاح الفكرة
ويقول معلم موليد متان أحمد أحد مبتكري فكرة دور القرآن في الصومال ومدير مدرسة دار القرآن لتحفيظ القرآن والتعليم الأساسي إن دور القرآن في الصومال لا تختلف عن بقية المدارس الابتدائية والإعدادية في البلاد سوى أنها تشترط أن يكون خريج مدارسها حافظًا للقرآن الكريم.
كما يتلقى طلاب تلك المدارس علوم القرآن المختلفة كعلم التجويد وعلم القراءات وبقية الفنون المتعلقة بالقرآن في مواد إضافية يرى القائمون على أمر دور القرآن أنها تعطي مدارسهم طابعًا يميزهم عن بقية المدارس في البلاد.
وأكد موليد للجزيرة نت أن مدارس القرآن الكريم هي مدارس مسجلة لدى وزارة التربية والتعليم على مستوى الصومال، مضيفًا أن طلابهم يمتحنون في الامتحان المركزي الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم الولائية في بونتلاند مع غيرهم من طلاب بقية المدارس للانتقال إلى المرحلة الثانوية.
وأشار إلى أن طلاب مدارس القرآن الكريم نجحوا في الامتحانات المركزية بصورة لم يكن يتوقعها الجميع، ويقول إن خطوة نجاح الطلبة في الامتحان المركزي دليل على نجاح الفكرة.
لكنه أوضح أن نجاح فكرة دور القرآن مرهون على قدر كبير بمدى تجاوب المجتمع مع الفكرة، مع ثقتهم بأن المستقبل لمدارس القرآن الكريم في الصومال.
الموروث التاريخي
ويبدي بعض خبراء التربية والتعليم في الصومال تخوفهم إزاء انتشار مدارس القرآن الكريم، ويخشون أن تكون تلك المدارس البديل للخلاوي القرآنية التي تُعتبر الموروث التاريخي للشعب الصومالي.
ويقول أستاذ علوم القرآن بجامعة شرق أفريقيا ببوصاصو أبو بكر حسن الخليفة إن مدارس القرآن الكريم في الصومال لم تأت بالجديد في المجال التعليمي في الصومال، ويرى أنها تكرار لفكرة الكتاتيب القرآنية المنشرة في البلاد.
وأشار الخليفة للجزيرة نت إلى أن النمط التعليمي المتبع عند دور القرآن في الصومال بحاجة إلى التطوير وإجراء تعديلات تطال المنهج الدراسي، مع ضمان استمرار عمل الخلاوي لتأدية دورها المنوط بها وهو تخريج كوادر صومالية حافظة لكتاب الله تعالى.
نظام التعليم فى المانيا






التعليم المدرسي

فرص البدايات الجيدة للجميع هي الشرط الأساسي للتعليم والأداء. من أجل تدعيم مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص، وبالنظر لظروف الأطفال القادمين من عائلات مهاجرة أو ذات أصول أجنبية تسعى الحكومة الألمانية الاتحادية إلى تبني امتحان لغوي موحد لكافة الأطفال في سن الرابعة. وفي حال ظهور أي عجز لغوي يخضع الطفل لبرامج دعم وتأهيل لغوي موجهة، حتى بلوغه سن المدرسة. 
يخضع كل الأطفال في ألمانيا اعتبارا من سن السادسة للتعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات. المدارس الحكومية في ألمانيا مجانية. وتختلف قوانين التعليم المدرسي بين الولايات الألمانية الستة عشر. ولكن عادة ما يذهب الأولاد لمدة أربع سنوات إلى المدرسة الابتدائية. وتستأنف مسيرة الدراسة المدرسية بالعديد من المجالات المختلفة: المدرسة الشاملة، الثانوية، الثانوية العلمية. تختلف هذه المدارس عن بعضها في المتطلبات الذهنية للدراسة وفي أهمية كل من الجانبين النظري والعملي.
إضافة إلى ذلك يوجد المدارس العامة التي يدرس فيها التلاميذ من مختلف المستويات الذهنية والفكرية. والانتقال بين هذه المدارس المختلفة ليس صعبا.
المدرسة الشاملة تتضمن الصفوف من الخامس حتى التاسع، وهي إلزامية، بينما يكون الصف العاشر غير إلزامي.
بينما تشتمل الثانوية على الصفوف من الخامس حتى العاشر وتنتهي بالحصول على "الشهادة المتوسطة".
أما المدارس الثانوية العلمية، وهي تنتهي بعد الصف الثاني عشر أو الثالث عشر، حسب الولايات المختلفة، فيحصل التلاميذ في ختامها على شهادة المدرسة العليا العامة.

وتفتح معظم المدارس أبوابها نصف اليوم فقط. ولكن خلال السنوات الأخيرة قامت الحكومة الاتحادية بدعم التوسع في تبني نظام مدارس طيلة النهار، وتم تطبيقه في حوالي 7000 مدرسة حتى الآن، وهو مبدأ لم يعد بالإمكان تصور استمرارية نظام التعليم المدرسي الألماني بدونه.
ويعتبر نظام التعليم المدرسي من اختصاص حكومات الولايات بالدرجة الأولى، إلا أن سياسة التعليم المدرسي يتم تنظيمها من خلال "المؤتمر الدائم لوزراء الثقافة في الولايات". 
 

أهم ملامح وخصائص نظام التعليم الياباني



المركزية واللامركزية في التعليم.
روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية.
الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء.
الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي.
الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم.
الخلاصة

  أولاً: المركزية واللامركزية في التعليم
تتميز اليابان بشكل عام بمركزية التعليم، أو نستطيع القول أن نظام تعليمها يغلب عليه طابع المركزية. ومن إيجابيات هذا المبدأ في التعليم توفير المساواة في التعليم ونوعيته لمختلف فئات الشعب على مستوى الدولة بغض النظر عن المقاطعة أو المحافظة التي وُلد فيها التلميذ أو الطالب، وبذلك يتم تزويد كل طفل بأساس معرفي واحد سواء كان في شمال اليابان أو جنوبها أو وسطها وبغض النظر عن الحالة الاقتصادية لهذه المنطقة، حيث تُقرر وزارة التعليم اليابانية الإطار العام للمقررات الدراسية في المواد كافة بل ويُفصَّل محتوى ومنهج كل مادة وعدد ساعات تدريسها، وبذلك يتم ضمان تدريس منهج واحد لكل فرد في الشعب في أي مدرسة وفي الوقت المحدد له. وعادة لا توجد اختلافات جوهرية تذكر بين المدارس في مختلف مناطق اليابان وكلها تتمتع بمستوى متجانس عال مع التفاوت في نوع التفوق فقط. والوزارة مسئولة عن التخطيط لتطوير العملية التعليمية على مستوى اليابان، كما تقوم بإدارة العديد من المؤسسات التربوية بما فيها الجامعات والكليات المتوسطة والفنية. ومن المعروف أن المدارس في اليابان هي التي قامت بغرس المعرفة التي ساعدت اليابان على التحول من دولة إقطاعية إلى دولة حديثة بعد عصر «ميْجى Meiji» (1868 - 1912م)، وكذلك تحول اليابان من دولة مُنْهكة تتلقى المساعدات بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة اقتصادية كبرى تُقدم المساعدات لمختلف الدول النامية في العالم.
ولكن في الحقيقية لا يعني ذلك أن مركزية التعليم مطلقة في اليابان فهناك قسط أيضًا من اللامركزية حيث يوجد في كل مقاطعة من مقاطعات اليابان مجلس تعليم خاص بها، ويعتبر السلطة المسئولة عن التعليم وإدارته وتنفيذه في هذه المقاطعة. ويتكون مجلس التعليم من خمسة أعضاء يعيّنهم رئيس المقاطعة أو المحافظ بموافقة مجلس الحكم المحلي الذي يتم تعيين أعضائه بما فيهم رئيس المقاطعة من قِبَل سكان المقاطعة. ويقوم هذا المجلس باختيار الكتب المناسبة لمقاطعته من بين الكتب المقررة التي عادة ما يقوم القطاع الخاص بطباعتها، ولكن بالطبع بعد الحصول على موافقة من وزارة التعليم عليها. ويقوم هذا المجلس أيضًا بإدارة شؤون العاملين بما في ذلك تعيين ونقل المعلمين من مدرسة لأخرى، كما يقوم بالإشراف على مؤسسات التعليم الإقليمية وتقديم النصح لها.
كما أن المعلمين بالرغم من المركزية في الإشراف عليهم، إلا أنهم يتمتعون أيضًا بقسط من الحرية بصفتهم من هيئة صُناع القرار بالمدرسة وعلى رأسهم مدير المدرسة. وهم يجتمعون في ربيع كل عام لمناقشة وتقرير الأغراض التربوية للمدرسة، والتخطيط لجدول النشاط المدرسي لتحقيق تلك الأغراض التربوية وإعداد ذلك في كتيب كل عام. كما يقوم المعلمون كذلك بعقد حلقات بحث أو «سيمنار» كل ثلاثة أشهر لإلقاء البحوث والنقاش حول نظريات التعلم ومشاكل العملية التعليمية. وهم يقومون بإدارة مدارسهم دون ضغط ملزم من جانب الوزارة وذلك تحت ظل سلطة اتحادهم. ولذلك يشعر المعلمون في اليابان بأهميتهم في صنع القرار لأنهم ليسوا مجرد موظفين تابعين لوزارة التعليم.
ويبدو أن مبدأ التمازج والتوازن بين المركزية واللامركزية يتلاءم مع نظام التعليم الياباني، ويعكس طبيعة التفكير اليابانية في المزج بين الثقافات والقديم والجديد. فالمركزية كانت موجودة قبل فرض قوات الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ اللامركزية وغيرها من الإصلاحات على نظام التعليم في اليابان بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. ولكن بعد أن استعادت اليابان سيادتها في عام 1952م، قامت بإلغاء بعض الإصلاحات التي فُرضت عليها ولم تكن مناسبة لها ومنها مبدأ اللامركزية.

  ثانياً: روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية
يركز النظام الياباني للتعليم على تنمية الشعور بالجماعة والمسؤولية لدى التلاميذ والطلاب تجاه المجتمع بادئًا بالبيئة المدرسية المحيطة بهم، مثل المحافظة على المباني الدراسية والأدوات التعليمية والأثاث المدرسي وغير ذلك. فمن المعروف عن المدارس اليابانية المحافظة على نظافة المدرسة، فأول شيء يُدهش زائر المدرسة اليابانية، وجود أحذية رياضية خفيفة عند مدخل المبنى المدرسي مرتبة في خزانة أو أرفف خشبية يحمل كل حذاء اسم صاحبه، حيث يجب أن يخلع التلاميذ أحذيتهم العادية وارتداء هذه الأحذية الخفيفة النظيفة داخل مبنى المدرسة. وهذه العادة موجودة في معظم المدارس الابتدائية والمتوسطة وكثير من المدارس الثانوية أيضًا.
ومن الشائع في المدارس اليابانية أيضًا، أن يقوم التلميذ عند نهاية اليوم الدراسي بكنس وتنظيف القاعات الدراسية بل وكنس ومسح الممرات بقطع قماش مبللة. بل والأكثر من ذلك غسل دورات المياه وجمع أوراق الشجر المتساقط في فناء المدرسة وكذلك القمامة إذا وجدت!. وكثيرًا ما ينضم إليهم المدرسون في أوقات معينة لإجراء نظافة عامة سواء للمدرسة أو للأماكن العامة أيضًا مثل الحدائق العامة والشواطئ في العطلة الصيفية، وذلك بدون الشعور بالضِعة سواء من التلاميذ أو المعلمين. بالإضافة إلى ذلك يقوم الأطفال بتقديم الطعام للحيوانات أو الطيور التي تقوم المدرسة بتربيتها حيث إنه لا توجد شخصية «الحارس» أو «الفراش» في المدارس اليابانية ولا يوجد عمال نظافة، ولذا يأخذ التلاميذ والطلاب والمعلمون على عاتقهم تنظيف المدرسة وتجميل مظهرها الداخلي والخارجي، بل يمتد هذا النشاط إلى البيئة المحيطة بالمدرسة أيضًا وذلك بتعاون الجميع وفي أوقات منتظمة ومحددة.
ويتضح أوج هذه المسؤولية وروح الجماعة والتعاون والاعتماد على النفس عند تناول وجبة الطعام في المدرسة. فمن المعروف أنه لا يوجد مقاصف في المدارس اليابانية، ولكن يوجد مطبخ به أستاذة تغذية وعدد من الطاهيات حيث يتناول التلاميذ وجبات مطهية طازجة تُطهى يوميًا بالمدرسة. ويقوم التلاميذ بتقسيم أنفسهم إلى مجموعات إحداها تقوم بتهيئة القاعة الدراسية لتناول الطعام، وثانية مثلاً تقوم بإحضار الطعام من المطبخ، وثالثة تقوم بتوزيع هذا الطعام على التلاميذ بعد ارتداء قبعات وأقنعة وملابس خاصة لذلك. وهذا بلا شك يؤكد الإحساس بالمسؤولية وروح الجماعة والاعتماد على النفس والانتماء إلى المدرسة والمجتمع، كما يوفر من ناحية أخرى ميزانية كان يُفترض أن تُرصد لهذه الخدمات.
وتتجلى هذه الروح أيضًا ليس فقط في مجموعات العمل الخاصة بالطعام والنظافة، بل في المجموعات الدراسية التي يقوم بتكوينها المدرس عندما يطلب من التلاميذ أو الطلاب الإجابة عن بعض الأسئلة أو حل مسألة مثلاً في الرياضيات أو إنجاز بعض الأعمال أو الأنشطة للفصل، وبعد المشاورات الجماعية بينهم يعلن واحد من هذه المجموعة باسمها الانتهاء من هذه المهمة. على أن يعاد تشكيل هذه المجموعات من فترة لأخرى أو حسب ما تحتاج الضرورة من وقت لآخر حتى لا تتكون أحزاب أو تكتلات داخل الفصل.
وهذا النظام لايعوّد التلاميذ الروح الجماعية فحسب، بل القيادة التي تتجلى أيضًا في تعيين شخصية مراقب الفصل أو رائده والذي يقوم في وقت غياب المدرس بتهيئة الفصل وتنظيمه وحل مشكلاته بما فيها مشاكل التلاميذ بين بعضهم بعضًا. ثم أخيرًا في نهاية اليوم الدراسي يقوم التلاميذ بعقد جلسة جماعية حيث يجتمعون ويسألون أنفسهم فيما إذا كانوا قد أتموا عملهم اليوم على أكمل وجه أم لا ؟ أم أن هناك قصورًا فيما قاموا به من أعمال ؟ أو هل كانت هناك مشاكل ما ؟ وبلا شك إن هذه الطريقة في التعليم تستهدف روح الجماعة وتحمُّل المسؤولية والالتزام والقيادة، كما تشكل أيضًا قوة نفسية رادعة لكبح جماح السلوكيات الاجتماعية غير اللائقة تجاه المجتمع والغير.

  ثالثاً: الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء
يُركز اليابانيون على مبدأ « الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء الفطري للطفل » وهو على عكس ما هو معروف في كثير من الدول، ويتضح ذلك أيضًا من كثرة استخدامهم كثيرًا للكلمات التي تدل على الاجتهاد والمثابرة باللغة اليابانية مثل كلمة "سأبذل قصارى جهدي" (ganbarimasu)، "سأعمل بكل جدية" (isshookenmei yarimasu) فالطلاب اليابانيون يؤمنون بنصح مدرسيهم وآبائهم بأن النجاح بل والتفوق يمكن أن يتحقق بالاجتهاد وبذل الجهد وليس بالذكاء فقط، فالجميع سواسية وخلقوا بقدر من الذكاء يكفيهم. فكل شخص يستطيع استيعاب ودراسة أي شيء وفي أي مجال وتحقيق قدر كبير من النجاح فيه من خلال بذل الجهد. ولذلك يستطيع الطالب أن يدرس أي مقرر دراسي حتى ولو كان لا يتناسب مع ميوله طالما توفرت العزيمة على بذل الجهد والمثابرة. فالنجاح والتفوق لا يتحددان باختلاف الموهبة والذكاء ولكن بالاختلاف في بذل الجهد.
ويُعتبر الطلاب اليابانيون من أكثر الطلاب في العالم إقبالاً على الدراسة، لأنهم تعلموا أن السبيل للوصول إلى وظيفة مرموقة هو الاجتهاد وبذل الجهد والمثابرة للقبول بمدرسة ثانوية مرموقة ومميزة ومن ثم جامعة مرموقة أيضًا. فيجب على الطلاب خريجي المدارس المتوسطة اجتياز اختبارات صعبة للالتحاق بالمدرسة الثانوية ثم بعد ذلك الجامعة التي يقع اختيارهم عليها، حيث إن دخول المدارس الثانوية والجامعة يتوقف في المقام الأول على نتائج هذه الاختبارات وليس فقط نتائج اختبارات المدارس المتوسطة أو الثانوية.
ومن المعروف عن الطلاب اليابانيين بذل الجهد والاستعداد جيدًا لاجتياز هذه الاختبارات، يساعدهم في ذلك الأسرة أيضًا بتوفير الظروف المريحة لاستذكار دروسهم. كما يوجد الكثير من الطلاب ممن يلتحقون بمدارس تمهيدية أهلية تختص بإعدادهم لاجتياز هذه الاختبارات. وتبعًا لإحصائية لوزارة التربية والتعليم اليابانية، يوجد حوالي مليون ونصف طالب ابتدائي، ومليوني طالب مرحلة متوسطة يدرسون في هذه المدارس التمهيدية بعد نهاية اليوم الدراسي بمدارسهم النظامية لإعداد أنفسهم لاجتياز اختبارات القبول بالمدارس الثانوية.
ومن الطريف أن يؤدي الطالب اختبارًا للالتحاق بهذه المدارس التمهيدية أيضًا ! ولذلك فإن رحلة الكفاح الدراسية للطالب الياباني كلها جد ومثابرة ومشقة إلى أن يستطيع الحصول على القبول بالمدرسة الثانوية ثم الجامعة التي يختارها. وليس من الغريب أن يؤدي الطالب اختبار القبول بالمدرسة الثانوية أو الجامعة لاحقًا في أكثر من مدرسة أو جامعة في وقت واحد حتى يتسنى له القبول بإحدى المدارس أو الجامعات التي وضعها مرتبة حسب رغباته.
ومن النادر حقًا أن يرسب طالب في هذه الاختبارات، ولكن لأن المنافسة شديدة خصوصًا على الجامعات المرموقة المعروفة والتي تطلب عددًا معينًا فقط من المتقدمين حسب طاقتها الاستيعابية، فليس من الغريب أيضًا أن نجد طلابًا بعد فشلهم في القبول بالجامعة التي يرغبونها كرغبة أولى، يدرسون عامًا أو عامين في مدرسة تمهيدية للاستعداد لمحاولة القبول بنفس الجامعة مرة أخرى بالرغم من أنه يستطيع دخول جامعة أخرى ولكنها أقل درجة من التي اختارها.
وهذا يؤكد مدى المثابرة والجد في تحقيق ما يصبو إليه الطالب. ويؤكد أيضًا المقولة اليابانية الشهيرة:«yontoo goraku «أربع ساعات نجاح، خمس ساعات رسوب» أي «أربع ساعات نوم تعني النجاح بينما خمس ساعات نوم تعني الرسوب» أي لتحقيق النجاح لا ينبغي النوم أكثر من أربع ساعات في اليوم!
وفي الحقيقة هذا التكالب على الجامعات الكبرى وبخاصة الوطنية منها، يرجع إلى أن القبول بإحدى هذه الجامعات يؤمّن مستقبل الطالب في الحصول على وظيفة مرموقة. فمن المعروف مثلاً أن جامعة «طوكيو» تقوم بتخريج رجال الوظائف البيروقراطية العليا، وجامعة «واسيدا - waseda» تقوم بتخريج السياسيين والصحفيين، وجامعة «كيْيو - keiyoo» تقوم بتخريج رجال الأعمال التنفيذيين وهكذا.
ولذلك فقبول الطالب في إحدى هذه الجامعات الكبرى يحدد مسار مستقبله بعد تخرجه. ومن المعتاد أيضًا أن يلتحق خريجو هذه الجامعات بالشركات الكبرى والهيئات الحكومية التي توفر لهؤلاء الشباب مزيدًا من التدريب في مجال عملهم وذلك بإرسالهم في بعثات خارجية أو داخلية لمزيد من الدراسة في مجالات معينة تتعلق بمجال العمل.
ولكن بلا شك إن هذا النظام في القبول والذي يُعرف بـ «جحيم الاختبارات» يمثل الفزع الأكبر للطلاب وقمة التوتر النفسي الذي يؤدي في بعض الأحوال إلى انتحار بعض الطلاب لعدم تمكنهم من الالتحاق بالجامعة التي يرغبونها.

  رابعاً: الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي
ومن المعروف أن نظام السنة الدراسية اليابانية يختلف عن معظم دول العالم حيث تبدأ الدراسة في الأول من شهر أبريل الميلادي وتنتهي في واحد وثلاثين مارس من العام التالي. ويعتبر عدد الأيام الدراسية وعدد الساعات في السنة أطول عددًا مقارنة بأي دولة أخرى، حيث يبدأ اليوم الدراسي عادة للطلاب من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الرابعة تقريبًا، أما المعلمون فعملهم حتى الساعة الخامسة ولكنهم يظلون في عملهم حتى السادسة والسابعة مساء. بالإضافة إلى ذلك تقل عدد العطلات التي تنقسم إلى عطلة الربيع والتي لا تزيد على عشرة أيام، وكذلك نفس المدة لعطلة بداية السنة الميلادية، ثم العطلة الصيفية التي تتراوح من أربعين يومًا حتى الشهر والنصف.
وعلاوة على ذلك يقوم طلاب المدارس بالذهاب إلى المدرسة أثناء العطلة الصيفية لبعض الأيام تبعًا لبرنامج محدد مسبقًا، بالإضافة إلى تكليفهم بالقيام بواجبات ومشروعات تتطلب منهم جهدًا ليس بالقليل أثناء العطلة. كما يمارسون طوال العطلة نشاطات رياضية مثل السباحة وغيرها بالمدرسة بشكل منتظم حسب برنامج العطلة المحدد مسبقًا من قبل المدرسة.
وكنتيجة ربما تكون طبيعية لهذا الجهد الدراسي خلال العام، ويحصل الطالب الياباني على أيام دراسية أكثر من أقرانه في دول أخرى، ويحصل على درجات تفوق أقرانه في الدول المتقدمة في مجالات المعرفة والمقررات الدراسية مثل الرياضيات والعلوم. ويقال أن مستوى التلميذ الياباني في سن الثانية عشرة يعادل مستوى الطالب في سن الخامسة عشرة في الدول المتقدمة. وهذا يدل على الرقي النوعي للتعليم في اليابان.
وتبعًا لإحصائيتين أجرتهما «المؤسسة العالمية من أجل تقويم التحصيل التعليمي» لاختبار مدى الاستيعاب في مجال العلوم والرياضيات، حصل تلاميذ المدارس الابتدائية اليابانية على أعلى النقاط من بين تلاميذ المدارس الأجنبية الأخرى. كما جاءت نتيجة طلاب الثانوية اليابانيين من أعلى الدرجات أيضًا.
ولكن وزارة التعليم اليابانية سعت منذ سنوات إلى تقليل عدد أيام الدراسة للتخفيف عن التلاميذ والطلاب وتشجيعهم على الاستمتاع بوقتهم. وقد استمر النقاش حول هذا المشروع سنوات حتى تقرر إنجازه بمجلس النواب على مراحل، وذلك بجعل يوم السبت الثاني والرابع من كل شهر إجازة بدلاً من الدراسة نصف يوم، ومنذ العام 2002 م بدأ تطبيق نظام الدراسة خمسة أيام في الأسبوع فقط من الاثنين إلى الجمعة، ورغم ذلك مازال الكثير من الطلاب يذهبون إلى المدارس أيام السبت لحضور النشاطات الطلابية، أو يذهبون أيام السبت للمدارس والفصول الخاصة التي تساعدهم في تنمية قدراتهم.
وكثيرًا ما يقال أن نظام التعليم الياباني قبل الحرب العالمية الثانية كان يعتمد على الحفظ عن ظهر قلب، ولكن اليوم يقال أيضًا أنه يتسم بالمرونة والذكاء والمبادرة بدرجة كبيرة، وعمومًا هذه الأشياء من الصعب قياسها، ولكن بشكل عام ربما يغلب طابع الحفظ أيضًا وخصوصًا إذا تصورنا ذلك من خلال الكم المعرفي الهائل الذي يدرسونه في مختلف المواد، وكذلك نظام الكتابة اليابانية الذي يتطلب الكثير من الجهد في حفظ مقاطع الكتابة الخاصة بهذا النظام.

  خامساً: الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم
وحتى يتسنى لنا فهم المزيد عن نظام التربية الياباني وبخاصة هذا الاجتهاد والجد من قبل الطلاب والآباء والمدرسين، يجب أن ندرك نقطة مهمة وهي أن هذا النظام ربما يعكس الحماس الزائد للشخصية اليابانية تجاه التعلم.
هذا الحماس الزائد ربما يكون له عوامل كثيرة مثل طبيعة الشخصية اليابانية الفضولية التي تبحث عن الجديد دائمًا، وكذلك خبرة اليابانيين في استقبال الكثير من الثقافات المختلفة وتطويعها لثقافتهم. ولكن العامل الأهم ينبع من حضارة شرق آسيا بشكل عام وموقفها من التعليم.
فقد ركز الصينيون منذ القدم على أهمية التعليم، حيث كانت قوة الحكام قديمًا تقاس بما يتمتعون به من علم ومعرفة، وكان اختيار كبار موظفي الدولة أيضًا على أساس ما يتمتعون به من معارف .وهذه الأفكار هي نتاج الكونفوشيوسية للفيلسوف الصينى «كونفوشيوس»، وهي فلسفة أكثر منها ديانة ولكنها تأخذ طابع الطقوس الدينية قليلاً. وقد تأثرت بها الصين وكوريا واليابان أيضًا. وتركز هذه الفلسفة على نظام اجتماعي على أساس قواعد أخلاقية يحكمه حكام ذوو علم ومعرفة وخلق كريم، ويكون الولاء لهؤلاء الحكام والآباء ومن في حكمهم هو دعامة هذا النظام. كما تؤكد هذه الفلسفة النظام العقلاني للطبيعة وأهمية العلم والمعرفة والجد في طلبهما والعمل الشاق. وقد تكون هذه المفاهيم هي التي تقف وراء حماس الياباني الشديد تجاه العلم والمبادئ الأخلاقية أيضًا.
ونشير هنا أيضًا إلى دور المعلم في العملية التعليمية في اليابان في مختلف المراحل، حيث إن هذا الدور يعكس اهتمام اليابانيين بالتعليم وحماسهم له، ومدى تقديرهم للمعلمين، فالمعلمون حتى الآن يحظون باحترام وتقدير ومكانة اجتماعية مرموقة، ويتضح ذلك من خلال النظرة الاجتماعية المرموقة لهم، وكذلك المرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة ويتساوى في ذلك المعلمون والمعلمات. ويتضح كذلك من خلال التهافت على شغل هذه الوظيفة المرموقة في المجتمع. فمعظم هؤلاء المعلمين هم من خريجي الجامعات ولكنهم لايحصلون على هذه الوظيفة إلا بعد اجتياز اختبارات قبول شاقة، تحريرية وشفوية. وبالطبع نسبة التنافس على هذه الوظيفة شديدة أيضًا، وهم بشكل عام يعكسون أيضًا نظرة المجتمع إليهم، ويعكسون أيضًا صورة الالتزام وروح الجماعة والتفاني في العمل عند اليابانيين. فهم إلى جانب عملهم في المدرسة وقيامهم بتدريبات ودراسات لرفع مستوياتهم العلمية، فهم يهتمون بدقائق الأمور الخاصة بتلاميذهم، كما يقومون بزيارات دورية إلى منازل التلاميذ أو الطلاب للاطمئنان على المناخ العام لاستذكار التلاميذ من ناحية، ومن ناحية أخرى يؤكدون التواصل مع الأسرة وأهمية دور الأسرة المتكامل مع المدرسة، وأخيرًا يؤكدون المقولة العربية أيضًا: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً.

  الخلاصة
بعد إلقاء هذه النظرة على أهم ملامح نظام التعليم في اليابان نجد أن هذه المميزات التي شكلت هذا النظام التعليمي والذي يعجب به الجميع، تشكل عيبًا أيضًا في بعض النظريات التربوية مثل شدة المركزية والتركيز على المعرفة والحفظ وثقل الأعباء الدراسية وجحيم الاختبارات. وبالرغم من تحقيق المساواة في التعليم والمساواة في تكافؤ فرص التعليم، إلا أن جحيم الاختبارات والتنافس الشديد والإقبال الشديد على التعلم، أوجد فوارق بين المدارس إلى حد ما، واحتدت المنافسة أيضًا للالتحاق بالمدارس الثانوية المرموقة ومن ثم إلى الجامعات الكبرى المرموقة التي توفر فرصًا مرموقة للعمل. ولذلك فإن نظام التعليم الياباني يُعتبر مميزًا عن نظم التعليم الأخرى، ويعتبر ناجحًا بالطبع وقد أدى المطلوب منه في اليابان ولكن هذا كان على حساب قيم أو أهداف أخرى لم تتحقق، وهذا ما يعترف به اليابانيون أنفسهم تجاه نظامهم حيث يشعرون أن روح الجماعة مثلاً كانت على حساب الفردية والإبداع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق