الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

حميد



                              بسم الله الرحمن الرحيم
                 حميد

فضلاً عن نبوغه وموهبته الفطرية المتفردة في كتابة الشعر بالعامية السودانية ، خلال مسيرة حياته العامرة بالانجازات والعطاء فقد سخّر الشاعر الراحل محمد الحسن حسن سالم (حميد) كل قدراته ومواهبه وإمكانياته المادية والمعنوية وعلاقاته المتشابكلة والممتدة عبر كل نواحي الوطن لتقديم الخدمات الإنسانية لكافة شرائح مجتمعه ، ووظف تلك المواهب والامكانيات والعلاقات لمساعدة المحتاجين والمساكين والضعفاء بتجرد ونكران ذات جعلا من تصديه لهذه المهام عملاً دؤوباً ومتواصلاً ومنتظماً .
وفي هذا المجال فقد سلك الراحل حميد درباً طالما آمن بأنه موصله إلى مبتغاه في خدمة المحتاجين فكان سباقاً إلى تأسيس العديد من المواعين والجمعيات والمنظمات الانسانية الطوعية الخيرية بجهده الشخصي إذ كان له سبق المبادرة في مولد (منظمة بنجد الخيرية) ، وتأسيس (مركز إشراقة لرعاية الامومة والطفولة ) ، و (جمعية إصحاح البيئة) وكلها منظمات عملت ومازالت تعمل في نطاق موطنه الأصغر (نوري) . وعلى إمتداد وعمومية الوطن الأكبر يشهد أصدقاء الراحل والمقربين منه على ما كان يبذله ويقدمه من جهود في مساعدة الايتام والارامل والطلاب المعسرين، والمرضى ، والمساكين والفقراء المحتاجين مما كان يتوفر له من مدخور مادي على قلته وندرته وما كان يستنفره من عطاء أصدقائه ومعارفه من الموسرين .
ومواصلةً للمسيرة الانسانية الخيرة التي ابتدرها حميد ومارسها حتى آخر لحظة من عمره الحافل بالعطاء ، وتأكيداً على التمسك بهذه القيم الانسانية الخيرة والمضي فيها بعد رحيله ، فقد نشأت الفكرة وترسخت وانطلقت لتأسيس (منظمة حميد الخيرية) لتكون جسماً نظامياً قادراً على الإبقاء على العطاء والاحسان الخيري في مجتمعٍ هو بحق وحقيقة أكثر ما يكون حوجةٍ لمثل هذه القيم النبيلة تعاضداً وتكافلاً يحمي أفراده من العوز والحاجة ويساهم بقدر المستطاع في إزاحتهما عن كواهل أهله .)
محمد الحسن حسن سالم عمر عبد الله النيل (حميد) من مواليد جريف نوري بالولاية الشماليةفى يوم ليس له تاريخ من العام1957، وتلقى تعليمه الأولي والأوسط بمدينة نوري، والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية واوقف تعليمة بعد الشهادة السودانية عام 1976م.  عمل في هيئة الموانىء البحرية منذ عام 1978 حتى 1992 متنقلاً بين الخرطوم وبورتسودان. كتب الشعر فى مرحلة الوسطى واولى قصائدة الغنائية الناضجة (عبد ريدك) وهو بالسنة الثانية بمدرسة نورى الغربية و(طعم الدروس) وهو فى الثانوى الحقته الاغنيتان بركب شعراء الدليب. الفنان محى الدين اليمنى اول من تغنى له بهذين النصين وكان فضل انتشاره للفنان الراحل محمد كرم الله فى (طعم الدروس) والفنان صديق احمد فى (عبد ريدك) والتعامل الثانى مع الفنان محمد جبارة فى اغنية(ياعيونك لم تبسم)  وهو فى الثانوى العالى واغنة (نورا) فى العام76-77 كانت تحولا واضح فى خارطة الغناء .ثم انطلق بعدها ليشمل تعامله مع الفنانين يسن عبد العظيم ومصطفى سيداحمد وعقد الجلاد فى بداية الثمانينيات التى شهدت ثراء فى طريقة كتابته للاغنية وموضوعاتها معتلين بها المنابر والساحات فى الجامعات والاندية والمسارح متواصلا بها مع جمهوره.
وفى غربته الاضراريةفى دولة قطر والمملكة العربية السعودية قاد حراكا ثقافيا وفنيا مع العديد من المبدعين السودانين المتواجدين هناك  وشكل حضور فى كل المنابر ومن اهمها ليلة تكريم الروائ العالمى الطيب صالح بالرياض . صدر له فى الامارات ديوان (مصابيح السماء التامنة وطشيش) مصحوبا بكاسيت وفى دولة الامارات شارك فى العديد من المنابر من بنها النادى السودانى والمجمع الثقافى بابوظبى.
وفى هذه الفترة القصيرة أصدر ستة عناوين شعرية هى (حجر الدقش- مجموعة نورا- تفاصيل ماحدث- الرجعة للبيت القديم-مصابيح السماء التامنه وطشيش-سيرة السرة بت عوض الكريم-واخير ارضا سلاح). كما تم رائعته نورا والحلم المدردح للغة الفرنسية.

عمل بعد عودته لعامين مديرا لادارة النشر والتوزيع بدار الاشقاءللطباعة والنشر والتوزيع وبعده تفرغ تماما للفعل الثقافى والطوعى ومن ثم عاد مزارعا وسط اهله , ومن المؤسسات التى ساهم فى تاسيسها وتفعيلها : نادى الطمبور ورابطة ابناء نورى بالخرطوم, واتحاد الكتاب السودانين,وممثلا لنقابةالموانى البحرية فى التجمع النقابى, وكان قئد من قادة انتفاضة 6 ابريل وعضوا فى اللجنةالعشرية للمتاثرين بفيضان 88 بجريف نورى,والصندوق الخيرى لابناء نورى بدولة قطر, واسس كيان الشمال,ومنظمة بنجد الخيرية وجماعة الدليب الثقافيةوعضوا فى ادارة المشروع الزراعى بنورى ومؤسسالفرع 114للجمعية السودانية لحماية البيئة بنورى. وعمل فى جمعية تنمية الجريف ا لخيرية وتبنى العديد من المشاريع الخيية بالبلد بحكم استقراره الاخير فيها فى مقدمتها مشروع تنقية محطة مياه نورى وبناء ساحة ونادى فريق الاتحاد الرياضى ودارة اشراقة لرعاية الامومة والطفولة وهذا فوق عنايته بالمدارس والمساجد والخلاوى  ويفتخر بمواقفه السياسية والانسانية تجاه منطقته ومواطنيه  وصاحب مقولة ى ذلك(أن المشاريع التنموية بالولاية الشمالية وخاصة مروى هى المقابر).



عندما لم تفلح قصائده واغنياته ولم تنتج ثمرا لاهلة رشح نفسه مستقلا لمجلس التشريعى للولاية الشمالية التى عاد منها صفر اليدين.  وتوفى الشاعر السوداني محمد الحسن سالم حميد في حادث سير على طريق شريان الشمال فى الكيلو 172 يوم  الثلاثاء الموافق 20 مارس 2012 م ، وكان الشاعر في طريقه من نوري بالولاية الشمالية إلى الخرطوم،(للمشاركة فى تدشين ديوان بحر المودة لرفيق دربه الشاعر السر عثمان الطيب) ونقل جثمان الشاعر حميد إلى مشرحة أمبدة في أمدرمان.
وتم تشييع الجثمان إلى مقابر البنداري بضاحية الحاج يوسف محلية شرق النيل  بالعاصمة السودانية الخرطوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق